عتمد بعض الدول -مؤخرا- تقنية العلاج ببلازما الدم علاجا للمصابين بفيروس «كوفيد-19»، والتي ترتكز على استخلاص المضادات الحيوية التي تنتجها أجسام المتعافين، ونقلها للمرضى الذين قهرهم المرض وتمكن منهم، لتسريع عملية تعافيهم، إذ أعلنت -في الأسبوع الأخير- كل من الكويت والإمارات استخدامها كطريقة لمساعدة المرضى المنومين بالمستشفيات، في حين استخدمت بوقت سابق في كل من الصين وأمريكا وتركيا، وغيرها من الدول.

وتعدّ الطريقة إحدى تقنيات العلاج القديمة التي استخدمت منذ أكثر من 100 سنة على كثير من الأمراض كالأنفلونزا الإسبانية، وفيروس ميرس، وسارس، وأنفلونزا الخنازير، وإيبولا، لمساعدة المرضى المصابين على التشافي.

تقنية لعلاج المصابين


يشرح استشاري علوم الجراثيم الإكلينكية وهندستها الجينية الدكتور محمد المحروس لـ«الوطن»، طريقة استخدام بلازما الدم لعلاج المرضى المصابين بكورنا، قائلا إن «بلازما الدم -بالدرجة الأولى- هي مضادات حيوية يتم استخلاصها من المتعافي من المرض، والذي تكونت لديه مناعة طبيعية»في هيئة مضادات حيوية بروتينية مقاومة ضد الفيروس توجد في دمه، إذ يتم استخلاصها ثم حقنها في جسم الشخص الذي يعاني من المرض، وليس للشخص الذي لا يعاني من أعراض«.

وأضاف، إن»هناك فرقا بين حاملي الفيروس الذين لا تظهر عليهم أعراض، والمصابين به الذين تظهر عليهم الأعراض«، إذ قسم المصابين من بعدها إلى فئتين، فئة تعاني من أعراض خفيفة، وفئة تعاني من أعراض شديدة وتحتاج إلى الرعاية الطبية، وهم من يمكن أن يتم التدخل لهم بالدواعم كبلازما الدم، إذ إن المصاب الذي لا يعاني من أعراض شديدة لا يحتاج إلى التدخل العلاجي بهذه التقنية، لأن جهازه المناعي سيقوم بواجبه الطبيعي، ويكفي أن يبقى في الحجر وتحت الملاحظة.

وأوضح المحروس، أن استخدام هذه الطريقة يتم تحت مظلة طبية في المستشفيات، وفي عموم دائرة العلاجات الحديثة التي نسمع عنها، قال إن بعض العلاجات تتضمن أعراضا جانبية، ويجب دراسة حاجتها بشكل دقيق، لذا هي عموما لا تستهدف الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز قوي وبإمكانهم التغلب على الفيروس بشكل تلقائي، على عكس المرضى الموجودين في المستشفيات الذين يحتاجون إلى دعم من الطاقم الطبي، الأمر الذي يرجح استخدام العلاجات المتوافرة»في حال كانت مصرحة"، لضمان تعافيهم.

أسلوب علاجي مساند

يعتقد الدكتور محمد المحروس، أن تقنية العلاج بواسطة بلازما الدم قد تم تقديمها بصفتها تقنية جديدة من البعض، الأمر الذي أظهرها بصورة أكبر من حجمها المتعارف عليه، وذلك لأنها ليست تقنية جديدة.

وذكر أن مساندتها في علاج المرضى من مجموعة من الفيروسات فتحت نافذة لتطبيقها مع كورونا، إذ تقوم فكرة العلاج على استخلاص الأجسام المضادة من شخص تعرّض للفيروس، ومن بعدها كَوّن جهازُه المناعي المناعة الطبيعية المتمثلة في هذه الأجسام المضادة، إذ يتم استخلاصها من دمه كمضادات جاهزة وتحقن في المريض، لمساعدته على التعافي، وهي تعدّ من الطرق المساندة في العلاج.

وأضاف، بأن هذه التقنية تدخل -أيضا- كتقنية وقائية تثبط نشاط فيروسات متعددة، كالتهاب الكبد من النوع B -مثلا- قبل ولادة الأم المصابة به، كي لا ينتقل إلى المولود خلال الولادة وغيرها من فيروسات.

أمراض تم علاجها ببلازما الدم سابقا

- الأنفلونزا الإسبانية

- فيروس ميرس MERS

- فيروس سارس

- أنفلونزا الخنازير

- فيروس إيبولا

دول أدخلت تقنية المساندة ببلازما الدم في مواجهة كورونا

- الصين

- أمريكا

- الإمارات

- الكويت

- تركيا