تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لصحة المواطنين والمقيمين على أراضيها، فيوما بعد يوم تتقدم الجهود المبذولة في المجال الصحي باستمرار، وذلك تأكيداً على تركيزها في تطوير القطاع الصحي.

وقال المدير العام لشركة Eli Lilly السعودية ديمتري ليفاداس، في حديث خاص لـ»الوطن»: إن «الإجراءات الاحترازية في المملكة ضد فيروس كورونا ممتازة، وكانت فعلاً مثالاً للعالم ومحطّ إعجاب، وفي ظل هذه الظروف، تمكنا كشركة تعمل هنا في المملكة العربية السعودية من الاستجابة بسرعة كبيرة وجعل عملياتنا افتراضية مع التركيز في آن واحد على سلامة المرضى الذين نخدمهم وعملائنا وموظفينا وكذلك تأمين المستلزمات المناسبة».

وكشفت الشركة أنه في عام 2016 كان تركيزها واضحا على البحث والتطوير بدعم من برنامج استثماري مهم، وتمحور عام 2017 حول بناء القدرات لدعم هذه البرامج. ولديها اليوم 8 تجارب مختلفة جارية، خمس منها تنتمي إلى المرحلة 3، والثلاث المتبقية هي في مرحلة دراسات المراقبة بعد التسويق، ومن المتوقع بحلول عام 2021 أن تُشغّل الشركة موظفين سعوديين بالكامل، ما يعود بالنفع على المملكة والشركة.


ومنذ عام 2016، بدأت رحلة البحث من قبل شركة Eli Lilly الأمريكية لجلب التجارب السريرية العالمية إلى المملكة، لتتبلور الآن على شكل إجراء خمس تجارب سريرية و3 دراسات مراقبة في مراحل مختلفة من التنفيذ في المملكة، والتي يتخصص بعضها في مجال السكري والأورام والمناعة وهشاشة العظام

التجارب السريرية

أشار ليفاداس إلى أن التجارب السريرية تتراوح بين المرحلة الأولى والمرحلة الرابعة، وعند الانتقال من مرحلة إلى أخرى، تصبح شاملة لعدد أكبر من الأشخاص من أجل التوصل إلى نتائج أكثر دقة. وهنا يتولى الطبيب والجهة التي تحقق في التجارب السريرية في المملكة العربية السعودية إبلاغ المرضى المناسبين بشأن التجربة السريرية ودعوتهم للتسجيل والمشاركة فيها. في نهاية المطاف، تُركّز كل مرحلة على فهم سلامة الدواء وفعاليته، وتُعتبر المرحلة الثالثة الأهم وهي مرحلة التجربة (أو تجربة التسجيل) التي يتم فيها الحصول على البيانات التي تستخدمها السلطات أيضاً لمعرفة ما إذا كان يجب توفير دواء معين، لكن في الوقت ذاته تخضع هذه المرحلة لبروتوكول تتم مراجعته والموافقة عليه من قبل هيئة الغذاء والدواء السعودية، وتتم مراقبة هذه التجارب بشكل مستقل، إذا لم تَفُق فائدة الفعالية مخاطر السلامة، يتم اتخاذ قرار بوقف التجربة.

أهمية الدراسات

بيّن ليفاداس أن أهمية الدراسات في السعودية تتمثل بنقطتين: أولاً، تهدف التجارب المحلية في المملكة العربية السعودية إلى توفير البيانات للسكان العرب وللمجتمع السعودي بالتحديد. تاريخياً، أُجريت العديد من التجارب في الدول القوقازية أو غير العربية، وبالتالي، فإنه من المفيد على المدى الطويل أن نفهم كيفية عمل الأدوية المختلفة لدى العرب أو السعوديين. ومن الواضح أن هذا الأمر مفيد للمرضى وكذلك للمنظمين من أجل فهم الأدوية بشكل أفضل.