فرض الواقع نفسه أخيرا بأن ينتزع الفريق الشبابي بطولة دوري زين السعودي عن جدارة واستحقاق نظير العمل التكاملي الذي خطط له مسيروه قبل بداية الموسم الرياضي بوقت كاف، وكانت المحصلة طبيعية أراها في تسجيل الفريق لعدد من الأرقام القياسية، التي تستحق نيل عبارات المديح والثناء، ففريق يستطيع التمسك بكل قواه بصدارة الترتيب طوال الـ16 جولة الأخيرة من الدوري أراه أمرا ليس بالهين والسهل، ولا أرى للصدفة دورا أو للحظ حضورا، فالبيئة التنظيمية التي خلقها المدرب برودوم حول الفريق هي أحد أهم ركائز هذا الإنجاز التاريخي للفرقة الشبابية، ساعده في ذلك دعم رئيس النادي خالد البلطان، ونفذ اللاعبون واجباتهم بكل احترافية ميدانيا.

عرف عن نادي الشباب طوال مشواره البطولي ومع عدد من الرؤساء واللاعبون والمدربون أنه يسير وفق استراتيجية ثابتة من رئيسه الفخري الأمير خالد بن سلطان، هي بمثابة الدعم الحقيقي لأي منجز يسجل باسم "الليث".

رحل رؤساء ورحل نجوم وظل الشباب شامخا هدفه مزيد من الإنجازات في تاريخه، البعض للأسف "فشل" في مقاومة الشباب ميدانيا، لهذا لجأ لأساليب أخرى لعله يجد فيها تعطيلا لمسيرة الشباب التنافسية، حتى وصل الحال أن يشككوا بتنامي المدرج الشبابي في السنوات الأخيرة، وما قد يسجله هذا التنامي من خطورة على مدرجات أنديتهم.

تحدثنا مرارا وتكرارا أن تزايد الجماهيرية لأي ناد أمر صعب يحتاج لسنوات وليس لأيام، وها هو المدرج الشبابي يشهد حضورا متزايدا في جميع ملاعب المدن السعودية.

جميل في الفريق الشبابي أن إنجازاته تضاف معها أولويات تزيدها لمعانا وحضورا، هذا الإنجاز المسجل أخيرا لشيخ الأندية بتجاوز الـ30 مباراة دورية دون خسارة، يذكرني بإنجاز خارجي سجله الفريق في بطولة مجلس التعاون عندما حقق الفريق لقبها دون ولوج هدف في مرماه، ألم أقل أن للشباب أولويات ذات نكهة خاصة لا تليق إلا فيه.

هذه الهيبة الميدانية والشخصية الفنية للفريق الشبابي أراها مطلبا في مشاركاته المقبلة من أجل نيل مزيد من الألقاب، فبطولة دوري أبطال آسيا حان وقت إحضارها لمقر نادي الشباب، ليكتمل العقد، وتكون هرم البطولات هي المشاركة في مونديال الأندية العالمية، البطولة الحلم التي باتت قريبة من الواقع الشبابي، في الدعم اللامحدود من قبل محبيه وفي ظل العمل المنظم والمتطور من قبل إدارته.

مبروك للشباب أعضاء شرف وإدارة وفنيين ولاعبين وجماهير تحقيق الإنجاز الذهبي، والسؤال هنا إلى أين تتجه مطامع الشبابيين المقبلة؟ ما علينا سوى متابعة بقية العمل في المنافسات المقبلة، التي أرى الشباب يظل الطرف الأقوى للصعود للمنصات.