لأن زمن المعجزات ولى، وها هو زمن الحقيقة التي يعتلي عرشها الشباب يقبل، فلا عجب أن يحصل ما أشرت له قبل 20 يوماً في هذه المساحة، ففي ليلة عانق الشباب بها القمر، لتكتب الرياض، وتلحن الخبر، وتغني أبها، وترقص جدة لفارس مساء السبت، وتطرب عرعر، ويتسلطن بحر جدة ببطل عاد بعد انقطاع للاستعداد لانقضاض كهذا على الذهب، الذي عانقه بدوره كعناق فاتنة كانت تحلم بفارس أحلام كهذا الشيخ الستيني الذي كلما كبر به السن زاد شباباً ووسامة، في زفة الذهب الأسطورية للشباب بجدة خالد الفيصل واستاد رجل الرياضة الأول في مملكتنا الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله!
مساء السبت ومنذ صافرة البداية كانت الموسيقى تعزف من أقدام الليوث وصوت محمد عبده يصدح (دستور يا الساحل الغربي)، ورؤوس الجماهير الشبابية تتسلطن مع هدافها الشمراني وهو يصدح بهدفه (فليت في بحرك شراعي)، لتعاود وتردد بعد الهدف الأهلاوي (يا موج هون على قلبي)، قبل أن تختمها مع صافرة الإيطالي (دستور يا الساحل الغربي)، هكذا رأيت المباراة شخصياً في أجواء من السلطنة والطرب!
الشباب وهو الفريق الذي نظلمه حين نختصره بأسماء النجوم، فكما في المستطيل الأخضر أحد عشر لاعباً برتبة ليوث، خارجه ليوث آخرون ينتظرون الفرصة فقط، فإنه جيل من ذهب، قادر على صنع الذهب، بقيادة خالد البلطان وبتعليمات وتوجيهات رجل الشباب الأول الأمير خالد بن سلطان، الذي يستحق وحده الإحتفاء به، تقديراً لجهد سنوات طالت كان خلفها هذا الرجل!
ورغم الذهب الشبابي، إلا أني لا أملك سوى التهنئة للأصدقاء في الأهلي، فبعيداً عن أي مما رافق اللقاء الختامي إلا أن الأهلي قدم موسماً متميزاً توج فيه بالوصافة، والفضل لرجالاته الذين عملوا على عودته بطلاً منذ سنوات كالأمير خالد بن عبدالله والأمير محمد العبدالله الفيصل - رحمه الله!
بقي القول إن الأهلي كان بطلاً أيضاً وإن لم يتوج بالذهب، فشكراً لنجومه وإدارته على عمل سنة كاملة لم يفسدها سوى الحظ العاثر وتميز الشباب!