مارسيل الثورجي الصامت، غيفارا الموسيقى العربية، زرياب الطبقة الكادحة و"هوشي منه" السلم الموسيقي يسبح في سكوت قبوري وكأن الأمر لا يعنيه، أسقطت ذاكرته اللزجة صور الشباب المشائين بدأب بطولي في قافلة الدم الطويلة، إذا هكذا تجري الأمور، أبيعكم الوهم سنوات، أعبئ لكم الثورة في زجاجات شفافة حصريا في أوكازيون مبادئي وسوق البالة القيمية، صفقوا لي أنا البهلوان الملطخ بالأصباغ والعار، الموشى بالقصائد والأغاني، أصمت في مذبحتكم وأزغرد لجنزير المدرعة الذي يهرس أجسادكم الهاتفة للحرية، أقسم أوتاري على إطلالة الجزار وهو يصافح صباحات مدنكم المتمردة بقذائفه الضخمة وخطاباته المملة، اعذروني أيها المندسون: من قال لأرواحكم أن تتوق للحرية.. "شو بدكن" بها الحرية؟
أنا مارسيل الصامت بخجل، "فاوست" اليسار والمقاومة الذي باع روحه، اكشف سوأتي في بث حصري ومباشر على شاشة الثورة، أسوق تبريراتي الواهية كقطيع من الماعز، أنا أستاذ التشكيلات اللغوية والتوصيفات الكلامية، "أميبيي" المواقف و"إهليليجي" الالتزام، أحتاج عاما آخر من الدماء حتى أقرر إلى أي الجهات أميل، المصداقية تشترط أن أدقق فيما إذا كان الفتى الذي قصفته الراجمة حاول قبلا كتابة شعار على الجدار القريب! دعوني أتناول فنجانا وأقلب الصحيفة التي فاضت بأشلائكم، اعذروني.. الضوضاء الصادرة عن حناجر الحشود تزعج ضميري الممانع المقاوم، التحريضي، التبشيري بالنضال والكفاح، فلسطين خبزي والقدس هوائي لكنكم غوغائيون تحبون فوضى كونداليزا رايس الخلاقة والمخلوقة، لذا يجب أن تجثو الثورة أمام الطاغية من أجل رص الصف وعدم إضعاف الشعور القومي.
لحظة محرجة توجب الإمعان والتدقيق حتى لا ينتهز العدو الفرصة التي أنتظرها طويلا وينقض على المقاومة، المقاومة التي أدمنتها مخدرات سياسية.