«وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين».

شهدت الكرة الأرضية غزواً جديداً في جميع بلدان العالم اهتز له سكان الأرض في أنحاء المعمورة. غزو فيروسي قاس، انتشر وتفشى بين الناس مثل البرق، يسمى كورونا، جاء كورونا لتهديد البشرية فهو لا يعرف الحدود، ولا يفرق بين الضحايا، ولا يفرق بين من يعيشون ومن لا يعيشون، وهرعت مختبرات العالم بأكمله لإيجاد مصل يحد من انتشاره إلا أنها وقفت عاجزة إلى الآن أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة، أضعف اقتصاد العالم، وبمعنى أوضح أوقف الحياة تماماً، وشل الحركة الاقتصادية العالمية شللا كاملا، فالعبرة من تلك المحنة الأرضية أن الإنسان بعلمه وتفوقه العقلي والإدراكي عن باقي الكائنات الحية، يمكن أن يخسر كل شيء أمام أبسط كائن حي وهو فيروس ضئيل ولكن هناك وقفة.

لعل فيروس كورونا يضعنا بين درس وموعظة لنا جميعا، ينبهنا إلى ضعفنا وقلة حيلتنا أمام قدرة العلي العظيم، فهذا المخلوق المجهري أثار الرعب والذعر في نفوس سكان القارات السبع، فمثل هذه القوارع والبلايا والتي حلت بالكرة الأرضية ينبغي أن تحدونا للعودة إلى الله، والاحتماء بحماه، فلا ملجأ ولا ملاذ إلا الله سبحانه وتعالى، وليراجع الجميع أنفسهم ويعيدوا ترتيب البيت من جديد. فكورونا درس صغير للبشرية ينبغي ألا يمر دون أن نعي الرسالة جيداً، فكل إنسان يخطئ، ولكن الأهم ألا يستمر على تعنته وخطئه، بل أن يبادر إلى معالجة كل المشاكل الّتي تنتج جراء أخطائه ذلك بتصحيحها ووضعها بالطريق السليم، طريق مسامحة ومحبة الآخرين والوقوف بجوارهم ومساندة بعضنا البعض.


لقد اتخذت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين «حفظهم الله ورعاهم» كافة الاجراءات الاحترازية لتنفيذها بشأن الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وقدمت المملكة جميع الخدمات للمواطنين والمقيمين بل والمخالفين لأنظمة الإقامة من مواد غذائية وطبية، وتكفلت بدعم القطاع الخاص وتحفيز الأنشطة الاقتصادية، للحفاظ على مستهدفاتها في الاستدامة المالية وسلامة القطاع المالي والاقتصادي. ولم تنحصر جهود المملكة العربية السعودية على الوضع الداخلي فقط، بل تم اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا، من خلال مساعدة المملكة بلدان العالم والوقوف بكل ما أوتيت من قوة للحد من انتشار كورونا.

وبالأخير ما علينا غير الالتزام الكامل بتعليمات قادتنا وولاة أمورنا حتى يأتي الله بأمره وتنتهي تلك الغمة، حفظ الله ولاة أمورنا وشعب المملكة وسائر بلاد المسلمين.