هذا من جانب، ومن جانب آخر يجب أن نقف وقفة احترام للجهود المبذولة من قيادتنا الرشيدة والتي تستكمل مسيرة العطاء للمواطن في وقت الرخاء والشدة والتي تتفوق بإنسانيتها على ما تبذله دول العالم المتقدم على حد تعبيرهم، حيث قامت مملكتنا الغالية بالمحافظة على صحة الإنسان وجعلته في طليعة اهتماماتها بالتعامل مع هذه الجائحة، فالمملكة هي الأولى والسباقة بعقد القمة الافتراضية لقادة الدول الأعضاء لمجموعة العشرين تحت رئاسة القائد ملك الإنسانية الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقد أثبتت المملكة نجاحها في هذه المرحلة العصيبة حيث وضعت خطوات جبارة استباقية للتصدي لفيروس كورونا فتكاتفت فيها جهود وزارات الدولة على نطاق واسع تحت مظلة وزارة الصحة والأمن العام والتي تهدف جميعها للاهتمام بصحة الإنسان، بل تضمن جودة الحياة الكريمة للمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة دون تمييز، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل اتسعت أسمى صور الإنسانية لتشمل معالجة المخالفين لنظام الإقامة.
وفي خضم هذه الظروف والأحداث العالمية والأوضاع الاقتصادية المتأرجحة ما زال المواطن ينعم بكل الامتيازات دون المساس بدخله الشهري، علاوة على ذلك كثير من التوصيات بدعم القطاع الخاص، ولم تقتصر تلك الجهود على ذلك بل تعدت الحدود الإنسانية فيه لتعبر الحدود الجغرافية حيث قامت بتوقيع 6 عقود لتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية لمكافحة انتشار الوباء والتخفيف من آثاره ومخاطره على عدد من الشعوب، وفي مقدمتها شعبا اليمن وفلسطين.
فنشكر الله على نعمة المملكة وما تقدمه لشعبها من اهتمام واضح خاصة بعدما تناقلت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ما يحدث للدول المتقدمة التي تتغنى بحقوق الإنسان من هلع وخوف وهتافاتهم بتوديع أحبائهم، ولكن يقابله في مشهد آخر الطمأنينة المتمثلة قي خطاب أبوي فريد يبعث على الراحة، ويلهمنا الشعور بالأمان رغم صعوبة الأوضاع الحالية.
وبناءً على ذلك، ومن منطلق المسؤولية المجتمعية أصبحنا كلنا مسؤول، وهذا الشعار الذي أصبح يتردد على مرأى ومسمع الجميع بل شعار مسلم به ليقتدي به الجميع.
أما على الصعيد الملموس فقامت إمارة منطقة عسير بخطوات غير مسبوقة بل سباقة لمواكبة ما هو في صالح المواطن والمقيم بقيادة الأمير تركي بن طلال، والذي قام بترجمة الخطاب الملكي واقعياً من خلال ما قدمه من جهود لمتابعة سير العمل وتقديم الخدمات بالشكل والطريقة الصحيحتين، ويتضح في إنشاء غرفة إدارة الأزمة، وإنشاء أول مختبر إقليمي يخدم المنطقة، ودراسة إنشاء مراكز فرز صحية وغيرها كثير من المبادرات المعمول بها في منطقة عسير.
أخيراً وليس آخرا فجميع الحروف تقف عاجزة عن التعبير عما نراه ونعاصره في هذه الفترة الحرجة، فنتساءل ألا يحق لنا أن نفخر بحكومتنا الرشيدة، فمن رحم الأزمات تولد التحديات والإنجازات وتنمو على الفخر والاعتزاز بهذا الوطن المعطاء والقيادة الرشيدة والمبادرات الاستثنائية من قبل أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، وشعبنا الواعي فكلنا مسؤول. ودعواتنا أن يحفظ الله وطننا العزيز وقادتنا من كل مكروه.
فشكراً كورونا لأنه بنسختك القديمة أثبت لنا بأن المملكة لها القدرة على احتواء الأزمات، وحتى بنسختك الجديدة فقد زدتنا يقينا بأننا استثنائيون بقيادتنا الرشيدة.