ما زالت قضية التجديد للقوات الأميركية بالبقاء في العراق بعد انتهاء الفترة المحددة لها بنهاية العام الحالي تراوح مكانها، ففي الوقت الذي تجاهر فيه بعض القوى العراقية بتأييدها لبقاء القوات الأميركية مثل كتلة كردستان التي تتذرع بعدم قدرة القوات العراقية منفردة على حفظ الأمن، وكذلك بالحاجة لمدربين أميركيين لتدريب الجيش على الأسلحة الأميركية الجديدة التي تنوي الحكومة شراءها قريباً. إلا أن هناك قوى سياسية عراقية لا تضيع فرصة في تأكيد معارضتها لبقاء القوات الأميركية لأي فترة إضافية وتحت أي ذريعة كانت، وفي مقدمتها التيار الصدري الذي يملك 42 مقعداً في التحالف الوطني، وبالأمس جدَّد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رفضه بقاء هذه القوات لأغراض تدريب القوات العراقية، وقال في بيان: "الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي لم تتحفظ على بقاء قوات الاحتلال الأميركي للتدريب، بل هي ترفض هذا الوجود بكل صراحة ولن نسكت عن المطالبة بخروجها، كما لن نتوانى في قتالها ومقاومتها على أساس أنها قوة احتلال".
وفي موقف مشابه قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب العراقي قاسم الأعرجي أمس: "لا نعارض إبقاء مدربين أميريكيين لتدريب القوات العراقية، لكن بدون منحهم أية حصانة". وتابع: "إبقاء القوات الأميركية المحتلة في العراق إلى ما بعد عام 2011 هو مشروع ولد ميتاً ولا يمكن القبول به، لا يوجد مانع من إبقاء بعض المدربين الأميركيين لتدريب القوات العراقية لكن يشترط في بقائهم ألا يتمتعوا بحصانة، لأن منح المدربين الأميركيين الحصانة يعني إعطاءهم سلاحاً لقتل أبناء الشعب العراقي بدون مساءلة، لذلك نقول إن على من يملكون الحس الوطني من بين أعضاء البرلمان العراقي ألا يصوتوا لمشروع إبقاء القوات الأميركية في العراق إلى ما بعد الموعد المحدد".
ميدانياً أكد مصدر بالشرطة العراقية أن قنبلتين انفجرتا في تتابع سريع قرب منزل ضابط شرطة صباح أمس مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 23 آخرين بينهم ثلاثة من الشرطة بوسط الرمادي، كما انفجرت قنبلة مزروعة بالطريق مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص في حي العامل بجنوب بغداد.