ومع انتشار الوباء تزايدت الدعوات لاتخاذ إجراءات لمنع وقوع كارثة صحية وشيكة قاتلة.
وفي جزر بحر إيجه على خط المواجهة للأزمة، يتحدث مقدمو الرعاية الصحية عن الأيام قليلة الضر وليس النجاة الكاملة، غير أن تفشي المرض في مكانين بالقرب من أثينا زاد من المخاوف على نحو 36000 رجل وامرأة وطفل عالقين في جزر نائية مقابل الساحل التركي.
التجمعات السكانية
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن التجمعات السكانية الفقيرة في بعض المناطق تعادل 6 أضعاف السعة، والامتداد، حيث يعد الابتعاد الاجتماعي، وغيرها من التدابير الاحترازية أمرا مستحيلا، مما يوفر أرضا خصبة لانتشار كوفيد-19.
وأطلق الطبيب الهولندي ستيفن فان دي فيجفر، نداء عبر الإنترنت يحث قادة الاتحاد الأوروبي على جلب اللاجئين إلى بر الأمان والموافقة على استقبالهم في اليونان.
قوة خارقة
يقول الطبيب إن الأمر يتطلب قوة خارقة والكثير من الحظ لوقف هذا الفيروس من اختراق مخيمات الجزيرة، وتابع «في هذه المرحلة، أود أن أقول أنه من المستحيل ألا يحدث ذلك.»
ولكن بعد أسبوعين من العمل في موريا المنشأة البائسة والمكتظة بالسكان في ليسبوس، أدرك دي فيجفر أنه من الوهم الاعتقاد أنه في مثل هذه الظروف، يمكن إبقاء الإصابات بكوفيد-19 تحت السيطرة.
سباق الزمن
تدرك السلطات اليونانية أنها في سباق مع الزمن، بعد أن تم اكتشاف حالات المرض في مخيمات في مالاكاساوريتسونا وهي من بين 30 منشأة للاجئين في البر الرئيسي، فيما تم إغلاق ريتسونا شمال شرق العاصمة، بعد أن أظهر 23 من طالبي اللجوء الأفارقة نتيجة إيجابية الخميس الماضي.
إجراء اختبارات
يقول السكرتير العام لوزارة الهجرة المسؤول عن استقبال طالبي اللجوء مانوسلوغوتيس في حديث إلى الغارديان بعد إصدار أمر الإغلاق الأول: «إنها الحالة الأولى التي ظهرت للفيروس التاجي في مركز استقبال للاجئين، ونعم لقد قمنا جميعا بإجراء اختبار الفيروس .. ولقد عزلنا المنطقة بأكملها واتخذنا خطوات الحجر الصحي للمصابين بالفيروس ولم يكن الأمر سهلاً فقد كانت هناك احتجاجات.
ومع ذلك فقد أدى تزايد عدد المهاجرين من تركيا حتى قبل وصول الوباء إلى أوروبا إلى القلق بشأن الظروف السيئة وغير الصحية لمراكز الاستقبال في اليونان.
منظمات أهلية
أعربت منظمات خيرية أهلية عن مخاوفها بشأن عدم إمكانية توفر الاختبارات والمعدات الطبية والخدمات الأساسية، بما في ذلك محطات المياه والصنابير، كما وارتفعت الدعوات لإجلاء اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وسط براهين على التأثير المدمر لفيروس كورونا المحتمل على السكان.
وتدار منشآت استقبال اللاجئين في البر الرئيسي بشكل أفضل بشكل عام، ويتم إيواء اللاجئين في منازل جاهزة، وفي ذلك تناقض صارخ مع المخيمات في جزر بحر إيجه التي تتحمل أزمة المهاجرين واللاجئين منذ فترة طويلة.
قالت سان فان دير كويج طبيبة أمراض النساء الهولندية التي تطوعت بالمثل في موريا عدة مرات: «إن الأمر لا يتعلق بـالتساؤلات والاحتمالات والانتظار حتى يضرب الفيروس التاجي المخيمات».
حالات إصابات
على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة بين السكان المحليين في ليسبوس، إلا أن اللاجئين الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية طارئة يواجهون خطر الإصابة، فالمستشفى على سبيل المثال هو المكان الذي سيواجه فيه الكثيرون خطر الإصابة، وسيكون من الصعب وقف انتشاره داخل المنشأة.
مخيمات جزيرة
ومعظم طالبي اللجوء في مخيمات جزيرة بحر إيجه من سورية وأفغانستان والعراق وإفريقيا بسبب عدم قدرتهم على المغادرة؛ وذلك لسياسة الاحتواء التي حددها الاتحاد الأوروبي، فوجدوا أنفسهم في طي النسيان، محاصرين في البؤر الاستيطانية المقابلة للساحل التركي حتى تتم معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم.