يحتفل عبد الله راشد المسعود هذا الشهر بيوبيله الذهبي بمناسبة مرور 50 عاماً، قضاها في مهنته التي عشقها منذ بلوغه الخامسة عشرة، وهي إصلاح التلفزيونات.

اتجه لهذه المهنة عن حب وهواية، لم يتعلمها على يد فنيين، أو تلقى أصولها في قاعات المعاهد، بل اعتمد على ذاته في اكتشاف أسرارها.

لقبه أهل الحي الذي يقطنه بـ"الحاج البشمهندس"، حيث يعتبر من وجهة نظرهم أشهر مهندس في إصلاح التلفزيونات، بل يصفه بعضهم بـ "المنقذ". لقدرته على إصلاح أكبر الأعطال.

التقت "الوطن" المسعود الذي انتقل من حارة إلى أخرى، واستقر به العمل أخيراً في شارع ابن السني في حي الهنداوية بجدة التي تتميز بأزقتها الضيقة، حتى اكتسب شهرة ذائعة الصيت، ووصفه أهل حارته "بالصّلاح" في إشارة إلى صيانته المتميزة والمتقنة.

لم يمنعه عمره الذي تجاوز الـ65 عاماً من التعاطي مع التطورات التي شهدتها صناعة التلفزيونات، لا سيما في الآونة الأخيرة، حيث شهدت قفزات تكنولوجية هائلة صاحبت أنظمة التلفزيونات المنزلية من LED، وLED الثلاثي الأبعاد، وLCD،و HD، التي توجب على المهندسين التعامل معها من خلال الدورات الخاصة لفهم جزئيات تلك الأنظمة في عملية صيانتها. لكن البشمهندس المسعود" تحفز - كما يقول- بنفسه، واستطاع التعامل مع تلك الأنظمة، التي لم يلق لها بالاً كلما دخل على خط التطوير التلفزيوني نظام جديد، مظهراً ثقته بالقول:"أتعامل مع كل نظام جديد مثل سابقه". ويؤكد أن أجواء الحارة الشعبية المتميزة بالثقة ساعدته كثيراً على تطوير أدواته المعرفية في صيانة كل ما هو جديد في عالم الشاشة الفضية الصغيرة والمسطحة. يقول قاسم الشعيبي (أحد قاطني الحي) عنه :" إنه ماهر، ولا يكترث لأي نظام تلفزيوني، وهو منقذ الحارة في أزمات منازلها مع التلفزيونات"، مضيفاً "رغم من كبر سنه، فإنه يتعامل مع الأجهزة بهدوء ودراسة وخبرة كبيرة في معرفة الخلل الفني الذي أصاب جهاز التلفزيون بالعطل التقني".

وأشار الشعيبي إلى أنه يتعامل مع أهالي الحارة برؤية الحريص والمدبر، فهو يحرص على بذل كل الجهد لإصلاح الجهاز المعطل، حتى يجنب الزبون شراء جهاز جديد.

ولم يزل المسعود مصراً على مزاولة مهنته التي لم يفارقها حبّاً حتى اليوم، مستنداً على دكان صغير في شارع ضيق جداً لا يتسع المرور فيه إلا لسيارة واحدة فقط، إلا أن ذلك الشارع يعد فسيحاً للحاج عبد الله في خدمة أهل حارته الذين يفضلونه من باب "الثقة والخيرة الكبيرة" عن غيره من محلات صيانة التلفزيونات الموجودة معه في نطاق الحي.