واصلت ميليشيات الحوثي جرائمها الإنسانية، والسير على خطى إردوغان تركيا بالمتاجرة باللاجئين والمهاجرين، ودفعت الميليشيات بجماعات ومتسللين أفارقة على الحدود السعودية، ضاربين بكل الاتفاقات عرض الحائط، في محاولة بائسة لإنشاء مافيا منظمة للتهريب، في وقت استنفرت القطاعات الأمنية بمحافظتي فيفاء والداير، وتعاون المواطنون في الحد من دخولهم للأراضي السعودية، والتصدي لقوافل الأفارقة المتسللين.

مخالفات قانونية

تمارس الميليشيات الحوثية العديد من المخالفات للقوانين الدولية والإنسانية في حق اليمنيين، وتواصل وحشيتها المدمرة لكل معاني الإنسانية وسط دعم ثلاثي الشر تركيا وإيران وقطر، غير أن المملكة واصلت تصديها بكل حزم لمحاولاتهم البائسة لزعزعة الأمن السعودي. وتحاول الميليشيات تطبيق خطط الأتراك بجمع المهاجرين الأفارقة، وتهريبهم على الحدود، والزج بهم في الحروب ضد الشعب اليمني، والمملكة، والاحتماء بهم، ومحاولة الإضرار بالمملكة، واستغلالهم لتهريب المخدرات.


يعد وادي الرقو بؤرة فساد الحوثيين، ومجمع تهريب الإفريقيين نحو الحدود السعودية، حيث يشكل وادي الرقة منطقة القاذورات، والأوساخ، والأمراض، ومعقل خطط العدو في التهريب، والممارسات المخلة بالأمن والإنسانية، في الإتجار بالبشر، والأسلحة، والمخدرات، ونشر الأمراض والفيروسات، آخرها فيروس كورونا المنتشر.

قنابل موقوتة

وأضاف أن الوضع اليوم يختلف عنه بالأمس جملة وتفصيلا، فالمجهول المتسلل اليوم يعتبر هو بنفسه قنبلة جاهزة للتفجير، ويستحيل خلوهم من هذا الوباء، ولاسيما وهم يتكدسون بهذه الأعداد الكبيرة، وفي منطقة مليئة بالقاذورات والأوساخ، مطالبا الجميع «أن نكون عيونا ترصد أماكن تواجدهم، ومن يتعامل معهم، والإبلاغ عن ذلك فورا ودون تأخير، فحتى من يخالطهم ويتعامل معهم سيكون قد اكتسب العدوى منهم، وأصبح أشد خطرا لأنه سيختلط بأهل بيته وجماعته وأقاربه. دشن مستخدمو مواقع التواصل الإلكتروني هاشتاقا عنوانه خطر كورونا من الجنسية الإثيوبية، مطالبين بإيقاف تدفقهم بكل الطرق الممكنة. تدفع جهات خارجية عددا من المهاجرين غير الشرعيين القاصدين لحدود المملكة، لتهريب المخدرات، في وقت يحمل العديد من الأفارقة المتسللين مجهولي الهوية، أمراضا معدية، ويشكلون خطرا كبيرا، والذين يتم التعامل معهم بحزم، وفق الإجراءات المتبعة والنظامية، فيما تأتي هجرة الأفارقة من القرن الإفريقي، وفق حملات حوثية منظمة، لفتح جبهات جديدة، مستغلين تداعيات أزمة كورونا، وتسهيل التسلل لهم للأراضي السعودية.

مخدرات وسموم

استنفرت القطاعات الأمنية بمحافظتي فيفاء والداير شرق منطقة جازان، وبتعاون المواطنين، للتصدي لقوافل المجهولين الأفارقة المتسللين، الذين تم الزج بهم للدخول عبر الحدود السعودية، سالكين بطون الأودية والقفار، التي يستمر دخولهم على شكل قوافل ومجموعات بشكل منظم.

جهود مستمرة

قال شيخ الحكميين بفيفاء أحمد بن محمد الفيفي، إنهم يدركون مدى خطورة وحساسية المرحلة التي يمرون بها كجزء من هذا العالم، بانتشار هذا الوباء القاتل كورونا، ويدركون كذلك أن دولتهم مستهدفة ممن يناصبها العداء من الأعداء المحيطين بها والمتربصين بأمننا، وتابع «لا يخفى على الجميع خطورة المجهولين والمتسللين إلى بلادنا، وممارساتهم المخلة بالدين والأمن والإنسانية من إتجار في الأسلحة والمخدرات بل وحتى في البشر، وفي ظرفنا الدقيق والحساس، لابد أنهم ومن يقف خلفهم قد أعدوا الخطط الخبيثة والدسائس الماكرة للمساس بأمننا في مقتل عن طريق الإسهام في نشر هذا الوباء الخطير».

حساسية المرحلة

أوضح الخبير العسكري اللواء متقاعد أحمد الفيفي لـ«الوطن» أن الحوثي يسعى جاهدا لتدمير اليمن، ومحاربة المملكة العربية السعودية، والإضرار بأمنها، ومن ذلك قيامه بجمع المهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة والزج بهم في حروبه ضد الشعب اليمني، ولم يكتف بذلك بل دفع بهم للإضرار بأمن المملكة عبر محاولته الاستعانة بهم لتمرير المخدرات، والاحتماء بهم من قصف الطيران السعودي، من خلال جعلهم دروعا بشرية. ولفت إلى أن الإجرام الحوثي امتد لاستخدام هؤلاء المهاجرين للدفع بهم تجاه حدود المملكة، وتصويرهم ونشر فيديوهات مختلفة عنهم.

إنسانية المملكة

دأبت المملكة على تقديم المساعدات الإنسانية عبر التاريخ لكل العالم، وفي صورة إنسانية جميلة، قامت الجهات المعنية بإجراء الفحوصات، وتقديم الماء والطعام، للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، بعد أن تم رصدهم، وتسليمهم للجهات المختصة، والتعامل معهم بكل إنسانية، وسط مطالب المواطنين بتعزيز الشريط الحدودي، للحد من انتشارهم، ودخولهم للأراضي السعودية.

مخالفة القوانين

أوضح عضو مجلس الشورى اليمني علوي الباشا زيلع لـ«الوطن»، أن الميليشيات الانقلابية في اليمن، تمارس كل أنواع المخالفات للقانون الدولي والإنساني في حق اليمنيين، وآخرها استهداف إصلاحية أو سجن النساء في تعز، والأمر نفسه تمارسه هذه الميليشيات المتوحشة في حق الجيران في السعودية، من استهداف للأعيان المدنية بالصواريخ البالستية، والطيران المسير المطور بأياد ومقدرات إيرانية، وتصدير الإرهاب والتخريب، الذي يستهدف أمن المملكة. وبين زيلع أن استغلال الأفارقة أصبح عادة للحوثيين، وخارج قواعد العقل والمنطق والنظم، والشرائع المتبعة قواعدها في حالات الحرب والسلم، وما يؤسف له هو السكوت الدولي والإقليمي على هذه التصرفات الشنيعة والأعمال الإرهابية الحوثية المتوحشة، التي تستهدف اليوم المملكة واليمن، وغدا ستستهدف بلدانا أخرى في دول الجوار، لتشكل خطرا جديا، على أمن الدول، والمنطقة، والملاحة الدولية والاقتصاد العالمي، مطالباً بالتصدي للأعمال الإرهابية بكل حزم وقوة.

ورقة تهديد

من جانبه، أشار أمين العاصمة اليمنية صنعاء، ووزير الدولة اللواء عبدالغني جميل لـ«الوطن»، إلى أن استغلال ميليشيا الحوثي الانقلابية للمهاجرين الأفارقة ليس حديثا، بل منذ سنوات وهي تستغل وضعهم والزج بهم في معاركها بسبب خسارتها لكثير من مقاتليها، وفشلها بإقناع القبائل اليمنية في الدفع بمزيد من أبنائها إلى محارق الموت، ما اضطرها للبحث عن بدائل جديدة لتعويض عشرات الآلاف من مقاتليها، الذين التهمتهم جبهات القتال خلال السنوات الخمس الماضية. وبين جميل أن تقارير حكومية رصدت في وقت سابق، قيام الميليشيات الحوثية باستقطاب وتجنيد المئات من الأفارقة في صفوفهم خلال العامين الماضيين، وتوثيق مقتل وإصابة العديد من المرتزقة الأفارقة في بعض جبهات القتال، مثل دمت، ومريس وتعز، والحديدة، وأن ما تقوم به اليوم هو ورقة جديدة يسعى الحوثيون من خلالها إلى تهديد الأمن القومي السعودي، في ظل حالة الانغلاق التي تعيشها جميع دول العالم بسبب تفشي جائحة كورونا.

إنشاء مافيا

ولفت إلى أن الميليشيات ترغب بإنشاء مافيا منظمة لتهريب المجهولين الأفارقة بغرض زعزعة الأمن والاستقرار بكل فروعه ومعانيه التي تشتمل على الأمن الذاتي، والفردي، والأسري، والصحي، والغذائي، والاجتماعي، والعسكري، والاقتصادي، والسياسي، وإدخال هذه المجاميع وتوطينها، وتغيير البنية الديمغرافية، نظراً إلى أن الدول التي قدموا منها ترفض عودتهم، لتؤلب منظمات حقوق الإنسان المعادية للسعودية للمطالبة بإبقائهم، ومنحهم كامل الحقوق. وأضاف أن العديد من هؤلاء المجهولين دخلوا البلاد متخفين عبر الموجات السابقة منذ سنين طويلة، ولم يبرزوا أنفسهم إلا بعد ظهور كورونا طلباً للعلاج، إلى جانب نشر ظواهر المخدرات والرذيلة، والقتل والسلب، وتأصيل عقائد ومذاهب تخالف الشريعة الإسلامية، إلا أن قيادتنا الحكيمة مدركة تماماً لكل الأخطار، وكل الأهداف المرسومة من إيران وأتباعها، من وراء هذا الغزو البشري بكل أبعاده.

تأليب المنظمات

أشار اللواء ركن قائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين حسين محمد معلوي لـ«الوطن» إلى أن المراقبين، والمحللين، وسكان مناطق الحدود السعودية اليمنية في محافظة الداير، لاحظوا وجود مجاميع كبيرة من المجهولين من القرن الإفريقي، واليمن يريدون التسلل، والدخول إلى المملكة، مبيناً أن أسباب هذه الظاهره المتكررة تعود إلى الفقر، والجوع، والبؤس، والمرض، ولكن أهم أسبابها هو تخطيط إيران وذراعها الحوثية، لتجييش هذه الظاهرة، واستجلاب الأفارقة من أوطانهم بعروض ودعايات مختلفة، وتجميعهم، واستغلال بعضهم في القتال، والآخرين للتجسس إلى داخل المملكة بعدة طرق، وتسهيل مهمة الباقين لانتقالهم.

تجارة البشر

أشارت إحدى السيدات الأفارقة التي تعمل بأحد المنازل السعودية أنها دخلت المملكة قبل عدة سنوات بطريقة صعبة جداً وشاقة، حينما قدمت من أثيوبيا ضمن أفواج غفيرة من رجال ونساء يتجاوزون 150 شخصاً عبر إحدى السفن المعدة للمتاجرة بتهريب الأفارقة، مقابل مبلغ مالي يترواح من 6 إلى 7 آلاف ريال، ويتم إنزالهم في جيبوتي.

وأكدت أن هذه الرحلة تستغرق 10أيام بحراً، وبعد نزولهم في جيبوتي تقلهم سفينة أخرى لشاطئ ميدي باليمن، ليقوم الحوثي بتجميعهم مقابل 2600 ريال لتهريبهم إلى الحدود السعودية عن طريق الجبال والأودية الواقعة في حدود اليمن مع المملكة لتوزيعهم ونشرهم في المحافظات والقرى.

الحوثيون يتاجرون بالأفارقة

استمرار سياسة مخالفة القوانين الإنسانية

هجرة غير مشروعة نحو المملكة بدوافع حوثية

تطبيق خطط إردوغان مع اللاجئين السوريين

إنسانية المملكة تتواصل في تقديم المساعدات

وادي الرقو باليمن بؤرة الفساد والتهريب والمرض

إجراءات أمنية مكثفة للحد من التدفق نحو الحدود

أسباب وأهداف الهجرة غير الشرعية نحو الحدود