كما الحكايات القديمة عن هذه المدينة القدسية الوضاءة، لا يزال الفلسطينيون يخرجون بين أوجاعهم كل يوم قاصدين القدس.. وهل لقلوبهم مهوى غيرها؟
يدغدغون هنا أمنياتهم بالخلاص.. عين على قبة المسجد الأقصى الرصاصية، وأخرى على الذهبية.. وعلى ما تبقى لهم، حتى لو كان الأثر. يغرسون أصابعهم في أرض المسجد، في صلواتهم الخمس، ويمضون إلى منازلهم آناء الليل وعلى جباههم حفنة من ترابها.
ثمة العديد من الشواهد الراسخة بأن القدس الشرقية مدينة محتلة، غير أنها في رمضان تكون أكثر رسوخا، فالقدس في هذا الشهر ليست كما في غيره من أشهر السنة. فأحد المشاهد الأكثر تكرارا، هو الزحف المتواصل للمصلين عبر بوابات القدس القديمة إلى المسجد الأقصى والذي يصل ذروته في ليلة القدر، وهي الليلة الوحيدة التي تفتح فيها أبواب المسجد ـ سنوياـ أمام المصلين على مدار الساعة. وبتفاؤل.. يتساءل الفلسطينيون عما إذا كانت ساحات المسجد ستتسع للمصلين، يوم يتمكن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المسجد، وهم المحرومون منه بفعل الإجراءات والقيود الإسرائيلية.
وللقدس كسوتها الخاصة في هذا الشهر، فلجان الأحياء في القدس القديمة تعمد إلى تزيين أزقتها بالأضواء، التي تعطي لمسة خاصة لشوارع القدس القديمة لا تتوفر في باقي أيام السنة.
ليلة الخميس، هي طقس خاص هنا، حيث تخرج فرقة في استعراض ديني مبهج من باب حطة إلى شوارع القدس القديمة، ويلتف حولها المصلون والأطفال والنساء معبّرين عن سرورهم، في مشهد يعيدك إلى سنوات طويلة خلت.
عادة ما يشتكي الفلسطينيون من الخلو النسبي لشوارع مدينة القدس من السكان في معظم أيام السنة، غير أن الوضع في شهر رمضان لا يبدو كذلك على الإطلاق.
أحد المشاهد الأكثر تكرارا في المدينة خلال أيام شهر رمضان هو الزحف المتواصل للمصلين عبر بوابات القدس القديمة إلى المسجد الأقصى المبارك والذي يصل ذروته في ليلة القدر، وهي الليلة الوحيدة سنويا التي تفتح فيها أبواب المسجد أمام المصلين على مدار الساعة.
يبدأ زحف المصلين إلى المسجد في الساعات الأولى من فجر كل يوم فتبدو ساحاته أشبه ما تكون بأحد أيام الجمع العادية، ويتكرر المشهد في صلاة التراويح، كما ويكتظ المسجد بالمصلين والمصليات في صلاتي الظهر والعصر.
مع حلول ساعات الفجر وما بعد الإفطار تكاد أرصفة الشوارع المحيطة ببلدة القدس القديمة تكتظ بالسيارات ومع ذلك فإن ثمة عددا كبيرا من السكان الذين يفضلون الوصول إلى المسجد بالحافلات التي تنشط في ساعات الليل على غير عادة الأيام العادية.
يقول مصلون إنهم يفضلون الوصول إلى المسجد بالحافلات تحسبا لعدم وجود أماكن لركن سياراتهم وتجنبا لأزمات السير ما بعد صلاة التراويح تحديدا.
ويتساءل فلسطينيون عما إذا كانت ساحات المسجد ستتسع للمصلين في حال تمكن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المسجد حيث يحرم كل سكان غزة والجزء الأكبر من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى القدس بفعل الإجراءات والقيود الإسرائيلية المفروضة على وصولهم، بما في ذلك في شهر رمضان.
وإزاء موجة الحر التي تمر بها المنطقة، سارعت دائرة الأوقاف الإسلامية إلى محاولة التخفيف على المصلين من خلال نصب مظلات في ساحات المسجد للمصلين وفي ساحة قبة الصخرة المشرفة للنساء، فيما وضعت مئات المراوح في داخل المسجد وقبة الصخرة.
وبموازاة تفضيل المصلين أداء صلواتهم في المسجد الأقصى خلال رمضان فإن ذلك لا يمنع من أداء آلاف المقدسيين صلواتهم في المساجد القائمة في أحياء المدينة وقراها.
وللقدس كسوتها الخاصة في شهر رمضان، فلجان الأحياء في القدس القديمة تعمد إلى تزيين أزقتها بالأضواء ، التي تعطي لمسة خاصة لشوارع القدس القديمة لا تتوفر في باقي أيام السنة، فيما تقوم شركة كهرباء محافظة القدس بتزيين بعض شوارع المدينة وتحديدا شارع صلاح الدين الذي يعتبر قلب القدس ومركزها الرئيسي.
ولكن إذا ما أردت أن تشاهد زينة خاصة فما عليك إلا أن تتوجه إلى باب حطة حيث تتفنن عائلة الرازم كل سنة، بزينة مبهجة تستخدم في صناعتها الأكواب البلاستيكية.
الزحف المتواصل للمصلين على مدار الساعة في كل أيام رمضان، وتحديدا في أيام الجمع، يعكس نفسه إيجابا على الحركة التجارية في أسواق المدينة.
وليس ثمة تقديرات اقتصادية مهنية لحجم التجارة في مدينة القدس خلال شهر رمضان، غير أنه يمكن ملاحظة الحركة التجارية النشطة على مدى أيام الشهر وتحديدا ما يتعلق بالمنتجات الغذائية.
فلشهر رمضان طقوسه الخاصة بالنسبة لسكان القدس، إذ تنشط تجارة بيع الحمص والفلافل والمشروبات مثل الخروب والسوس والليمون وكذلك القطايف والخبز المفرود وهي أطعمة لا تكاد تخلو منها أي مائدة إفطار في مدينة القدس.
وتنتشر في ساحات المسجد الأقصى المبارك "موائد الرحمن" التي تقيمها دائرة الأوقاف الإسلامية بدعم منها ومن شركات ومتبرعين حيث توفر الإفطار للصائمين يوميا وإن كانت ذروتها في ليلة القدر حيث يفضل الكثيرون الاعكتاف في المسجد وتحديدا من يفدون إلى القدس من الضفة الغربية، حيث تضاف في تلك الليلة أيضا وجبة السحور.
ليلة الخميس، ليلة خاصة في بلدة القدس القديمة، إذ تخرج فرقة تقودها عائلة الرازم في استعراض ديني مبهج من باب حطة إلى شوارع القدس القديمة ويلتف من حولها المصلون والأطفال والنساء معبرين عن سرورهم بمشهد يعيدك إلى سنوات طويلة خلت.
ثمة العديد من الشواهد الراسخة بأن القدس الشرقية مدينة محتلة غير أنها في شهر رمضان تكون أكثر رسوخا، فالقدس في رمضان ليست كما في غيرها من أشهر السنة.