حذر السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد وزير الخارجية السوري وليد المعلم من فرض مزيد من العقوبات ما لم يتوقف العنف، فيما يستعد الناشطون السوريون لتظاهرات اليوم تحت شعار "لن نركع".
يأتي ذلك فيما سقط المزيد من الضحايا برصاص الأمن السوري في بلدة القصير في ريف دمشق (وسط البلاد) وفي مدينة دير الزور (شرق سورية).
ولم تلق الضغوط الغربية في مجلس الأمن آذانا مصغية لاتخاذ "إجراءات إضافـية" ضد نظام الأسد بعد رفضـه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين بـرحـيله، بعـد أن اعتبر المنـدوب الروسي أن العقوبات لم تؤد إلى وقـف حمـلة القمـع التـي يشنها النظام ضد المحتجين والتي أسفرت بحسب منظمات حقوقية عن مقتل نحو ألفي شخص غالبيتهم من المدنيين.
من جهته اعتبر الباحث الأميركي بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية آنتوني كوردسمان أن إعـلان السعودية والكويـت لموقف خليجي مشترك بشأن سورية هو "خطوة منطقية" بالنظر إلى أن سوريـة دولة عربية يتعين على الدول العربية أولا البحث عن مخـرج لها مـن أزمتـها الراهنة.
يستعد الناشطون السوريون لتظاهرات حاشدة تحت شعار"لن نركع" لقمع نظام بشار الأسد، فيما سقط 11 قتيلا وأصيب العشرات أمس برصاص قوات الأمن السورية في مدينة القصير قرب حمص بوسط سورية، وثلاثة آخرون في مدينة دير الزور شرق البلاد.
وأفاد ناشط من حمص أن القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير"قامت بإطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب إلى منطقة البساتين فقتلوا سبعة منهم على الأقل". وأضاف أن "عشرين شخصا آخرين على الأقل جرحوا". من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور وأحرقت منازل". ويأتي ذلك غداة مقتل 19 مدنيا على الأقل في سورية، بينهم 18 في مدينة حمص بعد انسحاب الجيش السوري من حماة وأدلب.
في غضون ذلك كثفت الدول الغربية مطالبتها لمجلس الأمن الدولي، خلال جلسة عقدها أول من أمس حول سورية، باتخاذ "إجراءات إضافية" ضد نظام الأسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله، لكن الدعوة الغربية لم تلق آذانا صاغية لدى المندوب الروسي الذي أكد أن العقوبات لم تؤد إلى وقف حملة القمع التي يشنها النظام ضد المحتجين والتي أسفرت بحسب منظمات حقوقية عن مقتل نحو ألفي شخص، غالبيتهم من المدنيين. وخلال عرضه أمام مجلس الأمن في جلسة مغلقة تقريرا عن تطورات الأحداث في سورية، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أوسكار فرنانديز تارانكو إن عمليات القتل في سورية لم تتوقف بعد أسبوع من إصدار المجلس بيانا رئاسيا يدين حملة القمع ويدعو إلى وقفها "فورا". وأضاف أن 87 شخصا قتلوا في أعمال العنف يوم الثلاثاء وحده. وعرض أيضا لتقارير تتحدث عن تنفيذ عمليات إعدام ميدانية وحالات انشقاق في صفوف الجيش بسبب رفض الجنود تنفيذ الأوامر المعطاة إليهم بإطلاق النار على المتظاهرين بقصد قتلهم. وقال دبلوماسي إن الخلاصة الأساسية لتقرير تارانكو هي أن سورية "لم تستجب" لدعوات المجلس لها بوقف العنف.
وقال الباحث الأميركي بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية آنتوني كوردسمان إن سورية تهدد بالتحول إلى ساحة للتأثيرات الإقليمية وللتجاذب بين إيران وتركيا. وأضاف أن إعلان السعودية والكويت لموقف خليجي مشترك بشأن سورية هو "خطوة منطقية" بالنظر إلى أن سورية دولة عربية يتعين على الدول العربية أولا البحث عن مخرج لها من أزمتها الراهنة.
وتابع كوردسمان أن أنقرة طرحت عبر زيارة وزير خارجيتها الأخيرة إلى دمشق خطة لتهدئة المواجهات بين النظام والمحتجين "لقد جرب الرئيس بشار الأسد استخدام جرعات مكثفة من القوة العسكرية لإنهاء المظاهرات دون جدوى. وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى مقاربة مختلفة". وكانت تقارير أميركية قد أشارت إلى أن تدخل الأتراك لن يحول دون انهيار النظام في سورية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن انهيار النظام "يبدو حتميا إذا ما تواصلت الاحتجاجات على وتيرتها الراهنة وبالنظر إلى إصرار النظام السوري على الحل الأمني".
إلى ذلك، قال عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود لـ"الوطن" إن موضوع التظاهر في سورية "ليس مرهونا برمضان، ولا أعتقد أن هذه التظاهرات هي نتاج طبيعي لوضع داخلي يتعلق بمعطيات محددة وموضوعية, وإنما هي نتاج مخططات خارجية استعمل جزء من الشارع السوري أداة لتنفيذها".
ومن جهته يرى خطيب جامع أنس بن مالك في دمشق الشيخ أحمد صادق أن "الإصلاح لا يأتي بالتخريب والفوضى، والحوار له بابه وله طاولته، وعلينا أن نحترم آراء الجميع سواء كانوا من الدولة أو من المطالبين الآخرين". وفي المقابل يرى رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي "من الواضح أن السلطة تسير باتجاه الحل الأمني، والحل السياسي غير واضح في ظل انسداد أفق الحوار".