استولى مقاتلو المعارضة الليبية على أحياء سكنية في البريقة بعد معارك عنيفة جرت أمس بالمدفعية، لكن الجنود المؤيدين لمعمر القذافي لا يزالون يسيطرون على الأجزاء الغربية من البلدة حيث توجد المنشآت النفطية، حسب ما قال متحدث باسم الثوار.
وأعلن المسؤول عن العمليات العسكرية للأطلسي في ليبيا الكندي شارل بوشار أن كتائب القذافي لم تعد قادرة على "شن هجوم جدي يستهدف المدنيين". وأضاف أن "قوات القذافي على الأرض تتراجع عزيمتها. ونشهد أيضا ارتفاعا في عدد المرتزقة، وهم بلا رحمة وتجندهم قوات القذافي لارتكاب عنف ضد رجـال ونساء وأطفال".
دارت اشتباكات بالمدفعية في جبهة البريقة النفطية في شرق ليبيا بين قوات القذافي والثوار. وأطلق الجانبان قذائف الهاون والصواريخ بينما تصاعدت أعمدة الدخان جراء سقوط القذائف على الكثبان الرملية بمحاذاة الساحل. وتقع جبهة البريقة على مسافة نحو 240 كيلومترا جنوب غربي بنغازي معقل الثوار الرئيس. وقال فرج مفـتاح قائد الثوار في خط جبهة البريقة الواقع على مقربة من المنطقة السكنية في المدينة "نحن نتقدم على مهل"، في حين كانت التحركات العسكرية للثوار في خط الجبهة محدودة لا سيما أن غالبيتهم يصومـون شهر رمضان في ظل درجات حرارة مرتفعة وظروف بالغة الصعوبة. وأضاف مفتاح أن رجاله تسللوا إلى داخـل البلدة بالفعل لفتــرة قصـيرة وأنه يأمـل أن يدخلها بكامل قوته قريبا.
ومن جانبه أوضح القائد الميداني للمعارضة فوزي بوقطيف أن قوات القذافي لن يكون لها مكان تتمركز فيه بعد أن تحتل المعارضة البريقة وسيكون من السهل تطهير منطقة أنابيب النفط التي تمر بوسط البلاد حيث تتوزع حقول النفط بين الشرق والغرب. وتابع أنه يتمنى أن يستأنف إنتاج النفط بسرعة عقب تأمين المنطقة، قائلا إن الأمر لا يحتاج إلا إلى مختصين ليقدروا الاحتياجات المطلوبة.
وأقامت قوات القذافي في جبهة البريقة خطوطا دفاعية بالغة التحصين لوقف تقدم الثوار، وقد زرعت على امتداد هذا الخط مئات الألغام المضادة للدبابات وللأفراد وحفرت أيضا الكثير من الحفر التي ملأتها بمواد سريعة الاشتعال. وبحسب مسؤولين في صفوف الثوار فإن قوات القذافي استخدمت أقنية متروكة وحولتها إلى شبكة واسعة جدا من الأنفاق التي حفرتها تحت الأرض لإخفاء دباباتها وآلياتها العسكرية. ويقول هؤلاء إن قوات القذافي تخرج الدبابات من هذه الأنفاق لفترة قصيرة فتقصف مواقع الثوار ثم تعيدها إلى داخل الأنفاق مما يحول دون تعرضها لصواريخ طائرات حلف شمال الأطلسي.
إلى ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" إنه وسع من نطاق عملياته العسكرية فوق ليبيا واستهدف مقدرات تابعة لكتائب القذافي في مدينة سبها كبرى مدن جنوب البلاد. وذكر الحلف أن طائراته ضربت منصة للرادار ومركزا للقيادة والتحكم وحصنا عسكريا وإحدى التسهيلات العسكرية قرب سبها, ودمرت مخزنا للذخيرة في مدينة ودان الجنوبية وآلية عسكرية قرب غريان إضافة إلى منصة للصواريخ.
من جانب آخر قال التلفزيون الليبي إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استخدم "مرتزقة من اسكتلندا وأيرلندا" للتصدي لأعمال الشغب في انجلترا. وقال البرنامج الصباحي للتلفزيون الليبي "ثوار بريطانيا على مشارف ليفربول في معارك كر وفر مع كتائب كاميرون ومرتزقة من أيرلندا وأسكتلندا... الله أكبر". وقال مقدم البرنامج إن هذه الاحتجاجات في بريطانيا "ليست احتجاجات من صنيعة المخابرات الخارجية" مقارنا بين الاضطرابات في بريطانيا والحملة العسكرية التي تقول طرابلس إنها مخطط أجنبي للإطاحة بالحكومة الليبية المشروعة. وردت الحكومة الليبية أمس على انتقاد الغرب لها وقالت إن كاميرون "فقد شرعيته ويجب أن يرحل"، وهذه هي الصيغة التي استخدمتها لندن وواشنطن وباريس للمطالبة برحيل القذافي عن السلطة بعد 41 عاما من حكم ليبيا.