ما زالت أجواء مواجهة أزمة فيروس كورونا تسيطر على الدولة المصرية، وسط مخاوف حكومية من تصاعد انتشار الفايروس، حيث أكدت وزارة الأوقاف أنه لن يتم فتح المساجد في رمضان، ونفت عودة صلاة الجمعة والجماعة. وفي الوقت الذي هدد رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي بزيادة ساعات الحظر، لتبدأ من الثالثة عصراً حتى السابعة من صباح اليوم التالي، بدلاً من الخامسة مساءً، وذلك في حال تخطى عدد المصابين حاجز الـ1000 مصاب، إلا أن الغضب سيطر على قطاعات شعبية واسعة من إعلان استمرار العمل في قطاع الإنشاءات بكامل طاقته، واتهموا الحكومة بالاستهتار وتحويل العاملين في هذا القطاع إلى قنابل موقوتة تنقل العدوى في أي لحظة. يأتي ذلك في الوقت الذي فجر عدد من العاملين بمعهد الأورام القومي مفاجأة بإصابة 15 شخصاً من الفريق الطبي، وسط تستر من مدير المعهد، ما يهدد أرواح الآلاف من المتعاملين معهم، واعتبره البعض ثغرة في «جيش مصر الأبيض»، وهو لقب العاملين بالقطاع الطبي المصري منذ تفجر أزمة فيروس كورونا.

شهر رمضان

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أنه لن تتم إعادة فتح المساجد في شهر رمضان ما لم تزل العلة وعدم تسجيل حالات إيجابية جديدة لفيروس كورونا، وتابع «رب شعبان هو رب رمضان، والتحقق من زوال العلة سيكون من خلال عدم تسجيل أي حالات إيجابية جديدة بفيروس كورونا على أرض مصر كافة، ثم عودة الحياة إلى طبيعتها، وتأكيد وزارة الصحة على أن التجمعات لم تعد تشكل خطرًا في شأن نقل العدوى بفيروس كورونا». وشددت الوزارة أنها لن تقوم بإعادة فتح المساجد ما لم يتوقف تسجيل أي حالات إيجابية جديدة بفيروس كورونا في مصر، وبعد التشاور مع وزارة الصحة وتأكيدها على عودة الحياة إلى طبيعتها التي لا يُخشى معها نقل العدوى نتيجةَ التجمعات العامة. معهد الأورام قال مدير معهد الأورام الدكتور حاتم أبو القاسم إنه فى الأسبوع الماضي ظهرت بعض أعراض الإصابة بفيروس كورونا على أحد أعضاء فريق التمريض، وتم عمل التحاليل له، وثبتت إيجابية تلك التحاليل، وأنه بعد الكشف على المُخالطين له تم اكتشاف إصابة ثلاثة أطباء، و12 شخصاً من فريق التمريض بالفيروس. وأضاف أبو القاسم أنه لم يتبين حتى الآن كيفية انتقال الفيروس إلى الممرض، موضحاً أنه تم تطهير معهد الأورام بالكامل، وأن المعهد لن يستقبل المرضى من اليوم، وسيتم استئناف العمل بالمعهد بدايةً من يوم غد الأحد، متابعًا «مُنعت الزيارة بالكامل لمعهد الأورام منذ بداية أخذ الإجراءات الاحترازية». قمة أفريقيا على صعيد آخر، شارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء أمس، في قمة مصغرة عبر وسائل الاتصال مع عددٍ من القادة الأفارقة، منهم رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ورؤساء كينيا ومالي والكونغو الديمقراطية والسنغال ورواندا وزيمبابوي ورئيس وزراء إثيوبيا، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض، إضافة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، ومدير عام منظمة الصحة العالمية للتباحث حول أزمة انتشار وباء فيروس كورونا. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي إن القمة المصغرة جاءت لمتابعة نتائج القمة السابقة بين القادة الأفارقة للتباحث بشأن سبل التعامل مع تداعيات أزمة كورونا المستجد على الدول الأفريقية، وتحديد أولويات القارة لمكافحة الفيروس بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وكذا التشاور بخصوص نتائج اجتماع قمة مجموعة العشرين مؤخراً، والتنسيق مع دولها بشأن الاحتياجات الأفريقية في هذا الإطار.


أهمية نتائج العشرين

أكد السيسي أهمية ما جاء في الإعلان الصادر عن اجتماع القمة المرئي لمجموعة العشرين مؤخراً، لافتاً إلى ضرورة استمرار التحرك مع دول المجموعة والشركاء الدوليين لتنفيذ والبناء على ما تم الاتفاق عليه لدعم الدول الأفريقية ومساندتها في هذه المرحلة الدقيقة، لا سيما ما يتعلق بحشد التمويل وتقديم المساعدة المالية الدولية لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية المترتبة على أزمة فيروس كورونا.

مخاطبة الشركاء

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية قيام الدول الأفريقية بمخاطبة الشركاء الدولين والمؤسسات المالية العالمية بشكل جماعي موحد فيما يتعلق بتفشي وباء كورونا، لتحقيق التركيز على أولويات محددة فعّالة تخدم احتياجات القارة بشكل سريع، على أن يتم ذلك في إطار مؤسسي من خلال الاتحاد الأفريقي، وهو ما تم التوافق بشأنه بين الزعماء الأفارقة.