تعتبر ماليزيا إحدى دول نمور آسيا التي شهدت تطوراً سريعاً وطفرة تعليمية تنموية اقتصادية فريدة جعلتها في مقدمة الدول الآسيوية وعلى جميع المستويات التكنولوجية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية. وفي السنوات الأخيرة بدأت صناعة السياحة في ماليزيا بشكل مدروس ومكثف، فنجحت في استقطاب أكثر من 20 مليون سائح يفدون كل عام إلى ماليزيا للاستمتاع بطبيعتها الساحرة.
تعتبر ماليزيا الوجهة الأولى للعوائل السعودية والعرسان، خاصة هذا العام نظراً للأوضاع السياسية التي يمر بها كثير من الدول العربية، واللافت للنظر أن هذا العام مازالت بعض الأسر السعودية تتوافد في رمضان إلى ماليزيا، وهناك أسر استمرت بإجازتها وهناك من مدد الإجازة في رمضان ولاسيما مع أجواء المدن الكبيرة في السعودية الملتهبة بارتفاع درجة الحرارة، ناهيك عن أن ماليزيا وقضاء الإجازة السنوية فيها خلال رمضان يشعر السائح السعودي بأنه قريب من الطقوس التي اعتاد عليها في رمضان داخل السعودية.
وفي هذا الإطار التقت "الوطن" السفير السعودي لدى ماليزيا محمد رضا أبوالحمائل للحديث عن السياحة في ماليزيا وعن الموسم المنصرم فقال: "عُرفت ماليزيا كوجهة سياحية بالنسبة لأغلب السعوديين وبشكل خاص بالنسبة للعرسان، ولكن لتميز أجوائها الاجتماعية للعائلة السعودية فقد أصبحت مساحة أكبر للسياحة لتضم كثيراً من العائلات والأطفال".
وعن عدد السياح السعوديين لهذا العام، قال السفير أبو الحمائل: "لقد أظهرت إحصائيات وزارة السياحة الماليزية أن عدد السياح إلى ماليزيا بصفة عامة عام 2010م وصل إلى (23) مليون سائح كان نصيب السعوديين منهم فقط 86 ألفا و771 زائراً، وبزيادة 12.6 في المئة عن عام 2009م، ولكن الملاحظ أن حجم الحجوزات وكثافة السياح يفوقان في هذا العام بنسبة كبيرة جداً الأعوام السابقة رغم أنه لم تصدر حتى الآن نشرة حقيقية لهذا العام، واللافت للنظر أنه حتى الآن مازال موسم ماليزيا السياحي لم ينته، وبعض الأسر السعودية مازالت تتوافد إلى ماليزيا بالإضافة إلى العوائل الذين لم يعودوا حتى الآن إلى السعودية".
وعن المشاكل التي تواجه السياح السعوديين في ماليزيا أضاف:" في ماليزيا لن تجد الكثير من المنغصات وأنت تستمتع بجولتك السياحية، من خدمات وطقوس وصناعة للسياحة، وإن كان بعض السياح في ماليزيا بدؤوا يلمسون انتشار بعض حالات السرقة والتي بدأت تظهر على السطح، لكنها لا تعدو أن تكون جرائم فردية فقط وليست صادرة عن عصابات منظمة، ولم تسلم منها بعض الحالات المعدودة للسياح السعوديين والمسجلة في السفارة السعودية التي قدرت بـ ( 20 ) حالة حتى نهاية شهر شعبان 1432هـ، وبالنسبة للمشاكل الأخرى التي واجهتهم فهي قليلة جداً وتوبعت وعولجت من قبل السفارة، لذلك دعني أقل وبكل أمانة إن الموسم السياحي الماليزي لهذا العام كان ناجحاً في ماليزيا بكل المقاييس".
وعن ثقافة السياح السعوديين في السفر إلى ماليزيا قال أبو الحمائل: "الكثير من السياح السعوديين يتعاملون مع السياحة برقي ودقة عالية، بدءاً من ترتيب الحجوزات والاستعداد للسفر واختيار المناطق ونوع الفنادق ومواقعها، ولكن هناك فئة ليست بالقليلة أيضاً يقعون في بعض المشاكل وهم جزء من المشكلة، بدءاً من إهمالهم لوثائق السفر، وحمل المبالغ النقدية الكبيرة بشكل مكشوف، أو التبهرج الواضح والمغالى فيه، أو ترك المبالغ الكبيرة والمقتنيات الثمينة داخل الغرف، وبالتالي يكونون عرضة للاحتيال أو السرقة ولو بطريقة غير مباشرة".
ودعا السفير أبو الحمائل المواطنين الذين يزورون ماليزيا للسياحة إلى "وضع الجوازات والمبالغ المالية الكبيرة داخل صناديق الأمانات لدى قسم الاستقبال في الفندق" وعدم حملها معهم خلال تنقلهم بشكل واضح، حتى لا يتعرضون للنهب والسرقة والاحتيال.