اشتكى عدد من العاملين في محلات صرف وتبديل العملات بمكة المكرمة من غياب العملات الورقية السعودية من الفئات الصغيرة، الأمر الذي أثر سلباً على أعمال صرف وتبديل العملة، مما دفع الكثير من زوار ومعتمري المسجد الحرام للبحث عن صرف لعملاتهم لدى المتاجرين بالعملات من مجهولي الهوية ولدى المحلات غير النظامية.
وقال أحد العاملين في صرف العملة حسن بيطار لـ"الوطن" إن متاجر صرف العملات بالقرب من المسجد الحرام، وتحديداً بحي الهجلة، تعاني من نقص العملات الورقية من فئة ريال و5 ريالات و10 ريالات، مشيراً إلى أن السبب يعود لرفض مؤسسة النقد إعطائهم تلك الفئات الورقية وإرجاعهم للبنوك المحلية التي توجد لديها الحسابات البنكية الخاصة بهم للحصول على تلك الفئات النقدية الورقية، التي بدورها رفضت إعطائهم تلك العملات الورقية بحجة عدم توفرها لديها أصلاً.
وأضاف، على حد زعمه، أن ذلك الإجراء جاء بناء على توجيهات صادرة من محافظ مؤسسة النقد تتضمن عدم صرف العملات الورقية لأي مواطن أو أي جهة، وتحويل صاحب الطلب للبنوك المحلية للحصول على تلك الفئات النقدية الورقية وفق الحسابات البنكية، أي أن البنك المحلي هو الوسيط الذي يقوم بتأمين العملات الورقية من الفئات الصغيرة لمحلات الصرافة.
وأوضح البيطار أن مورد متاجر الصرافة من العملات والفئات النقدية الورقية الصغيرة صار المتسولين والعاملين بالحرم المكي وتجار المواد الغذائية والمطاعم المجاورة، وذلك من أجل تغطية الطلب المتزايد لتبديل العملات الورقية من المعتمرين والزوار.
ويتفق صالح رواس وصالح الصيرفي، وهما من أبرز تجار تبديل وصرف العملات الورقية بمكة المكرمة على أنهما وقعا في موقف محرج للغاية بسبب إجراءات مؤسسة النقد، لافتين بأنهما أصبحا مثل الكرة التي تتقاذفها الأقدام بين مؤسسة النقد والبنوك المحلية، فيما المستفيدون الوحيدون هم تجار العملة غير النظاميين، والمتضررون هم المعتمرون والزوار الذين أصبحوا فريسة لاستغلالهم.
وحول تعليق مؤسسة النقد على ذلك والحلول المقترحة لأزمة متاجر الصرافة، قال مصدر بالمؤسسة في مكة المكرمة (رفض ذكر اسمه) إن على محلات الصرافة مخاطبة المؤسسة رسمياً بموقف البنوك المحلية جراء رفضهم إعطائهم العملات الورقية النقدية الصغيرة من أجل النظر في ذلك وإتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
ولكن الصرافين بمكة المكرمة قالوا إنهم لجؤوا للعديد من البنوك المحلية بمكة المكرمة ومحافظة جدة وفرع مؤسسة النقد بمحافظة جدة من أجل إيجاد حل لمعاناتهم ولكن الحال كما هو ولم يتغير شيء.