إلى ذلك، توصل باحثون صينيون من جامعة جوانزهو الطبية إلى أن عدوى فيروس كورونا الجديد تُصيب الأطفال كما تُصيب البالغين، إلا أن الأعراض الظاهرية للمرض عند الأطفال تكون أقلّ شدة فضلًا على أنها تكون غير نوعية، وقد لا يحتاج الأطفال المصابون بالعدوى لأي رعاية فائقة للتعافي من المرض، وهو ما قد يجعلهم ناقلين محتملين للمرض للفئات ذات الخطورة الأعلى.
دراسة
بحسب الباحثين، فإن العينة التي تناولتها دراستهم اشتملت على أطفال تأكدت إصابتهم بالمرض من خلال اختبار RT-PCR المعتمد لتحري الإصابة بفيروس Covid-19، والذي يتحرى عن الحمض النووي للفيروس في عينات من نسج الشخص، إلا أن صور الأشعة السينية للصدر عند الأطفال لم تُظهر أي علامات أكيدة للإصابة بذات الرئة «الالتهاب الرئوي»، وهي علامة مميزة لعدوى Covid-19 عند البالغين. كما لاحظ الباحثون أن عددًا من الأطفال الذين شملتهم الدراسة كانت نتائج فحصهم إيجابية عند أخذ مسحات شرجية، في حين كانت نتائج فحصهم سلبية عند أخذ عيّنات من الأنف أو البلعوم، وهو ما يزيد من احتمالية انتقال العدوى عن طريق براز الأطفال.
أقل معدل
يذكر أنه سبق ملاحظة أن معدّلات إصابة الأطفال دون الـ10 من العمر ووفياتهم بسبب عدوى فيروسَي كورنا السابقين اللذين «سبّبا المتلازمة الرئوية الحادة الشديدة - Sars، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية - Myers» كانت أقل مقارنةً بمعدلات إصابة البالغين بها. لكنّ العلماء حينها حاولوا تفسير الأمر على أنه يتعلق بطريقة نقل العدوى التي ارتبطت بالتعرض للحيوانات، وأن الأطفال أقل مخالطة لتلك الحيوانات بشكل عام.
وفي ضوء المعلومات الجديدة، حاول البعض تفسير ذلك من خلال إحدى فرضيتين:
الفرضية الأولى: شيخوخة الجهاز المناعي
يزداد عدد الخلايا الهاجعة أو غير الفاعلة في الجهاز المناعي مع تقدّم الشخص في السن، وهو ما يجعل جسمه أقل قدرة على مكافحة العدوى. ومن جهة ثانية، فإن الجهاز التنفسي بشكل خاص يحاول مع الزمن كبت الآلية الالتهابية فيه كمحاولة لمقاومة التحسس لحبوب الطلع التي قد تُسبّب الربو، في حين يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمثل تلك الحساسية، ولكن ضريبة ذلك تكون مناعة تنفسية أضعف لدى البالغين بالمقارنة مع الأطفال.
الفرضية الثانية: مستقبلات ACE2
يشير باحثون إلى أن فيروسَي سارس-كوف الـمُسبب للمتلازمة الرئوية الحادة الشديدة وفيروس سارس-كوف-2 المسبب لداء كوفيد-19 يرتبطان بالمستقبلة نفسها على الخلايا البشرية، وهي ACE2. وتوجد التراكيز الأعلى من هذه المستقبلات في الجزء السفلي من الرئتين وفي الفم واللسان. وتشير الدراسات إلى أن مستويات هذه المستقبلة تنخفض مع التقدم في العمر، فتنخفض معها مستويات إنزيم المستقبلة ACE2 الضروري لدعم ردة الفعل المناعية، وهو ما يجعل البالغين أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب الرئة والتهاب القصبات التنفّسية عند التقاط العدوى بفيروس كورونا الجديد.