خلط
وكانت جهات حكومية عدة، قد لجأت للاستعانة ببعض المشاهير في الترويج للمحتوى الإعلامي الذي ترغبه، وهو ما استغله بعض مشاهير مواقع التواصل الذين استظرفوا لعب دور الإعلامي، لكن كثيرا منهم أساؤوا كثيرا لمهنة الإعلام بطريقة أو بأخرى.
مفهوم الإعلام
صرح المستشار الإعلامي أحمد العمودي لـ»الوطن» بأن الإعلام هو مصطلح يرتبط بمهمة نشر وتوظيف المحتوى بشتى أنواعه من خلال قوالب مختلفة ومتنوعة تستهدف الجمهور سواء جمهورا عاما أو فئات مخصصة من الجمهور، لذلك لا بد من تقييد أن مصطلح الإعلامي يشمل الفرد الذي يعمل في وسائل الإعلام والتي تقوم بمهمة إعلام وإخبار الناس ونقل وتوضيح المعلومات لهم، ومن الأفضل أن يطلق على من يقوم بممارسة مهنة الإعلام «صحفيا» والتي ترتبط بمهنة الصحافة سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية أو إلكترونية.
تأسيس أكاديمي
أكد العمودي أنه من الخطأ أن يطلق هذا الوصف أو المسمى على كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، فليس من ينقل خبرا أو يعلق على حادثة يعد إعلاميا. خاصة أن مهنة الصحافة تتطلب تأسيسا أكاديميا ومهنيا معينا من خلال المؤسسات التعليمية أو البرامج التأهيلية الرسمية.
انتهاك حقيقي
أكد الكاتب الصحفي حسن القحطاني لـ»الوطن» أن مهنة الإعلام تعرضت خلال السنوات الأخيرة لعملية انتهاك حقيقية، استهدفت العنصر المحوري والجزء المهم فيها وهو الإعلامي، وذلك عندما لم يجد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي صفات وظيفية تساعدهم في تقديم أنفسهم للمجتمع، فذهبوا إلى ربط أسمائهم بصفة «الإعلامي»، فسبب هذا التصرف ازدواجية وحدوث العديد من الإشكاليات التي أسهمت في نشر الشائعات، والمعلومات المغلوطة، والسلوكيات السيئة التي تشوّه الصورة الذهنية للعاملين في المجال الإعلامي.
الممارسة والخبرة
في هذا الصدد قالت الكاتبة والمتخصصة في الإعلام الأستاذة مها عقيل: إنه إذا تم أخذ التعريف من ناحية ارتباط المهنة بالمسمى، فسنجد حينها أن تعريف المدرس هو من يعمل في مهنة التدريس، والطبيب هو من يعمل في مهنة الطب، وفي حال اعتبار الإعلام مهنة، فبالتالي الإعلامي هو من يعمل في مهنة الإعلام بكل تخصصاتها الحرفية، ويشمل ذلك الصحفي والمذيع ومقدم البرامج والمحرر ومعد البرامج والمخرج سواء الصحفي أو التلفزيوني أو الإذاعي، تابعت عقيل: بينما إذا تم تعريف الإعلام بمفهوم أوسع وأشمل واعتبار كل من يعمل في مجال الإعلام بما في ذلك الصحافة والتلفزيون والإذاعة والإعلان والعلاقات العامة والاعلام الحديث، أكدت عقيل أن الوضع هنا مختلف، لأن الإعلام أيضا يشمل الجانب الفني والإبداعي، وهناك الجانب التقني، وهؤلاء التقنيون نستطيع أن نقول عنهم إنهم يعملون في المجال الإعلامي لكنهم ليسوا إعلاميين.
استقطاب المشاهير
أوضح القحطاني أن بعض الجهات الحكومية أسهمت في إبراز المشاهير من خلال استقطابهم للقيام بالتغطيات الميدانية، مما أسهم في سطوع أسمائهم، واستغلال ارتباطهم بهذه الجهات في تصدر المشهد الإعلامي.
المؤثرون والإعلام
قالت عقيل: إنها لا تعتبر مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي إعلاميين، وذلك لأن منصات التواصل الاجتماعي بالنسبة لهم وسيلة للتعبير عن آرائهم أو ترويج لمنتجات أو حفلات وغيرها، وأشارت عقيل إلى أن هذا الأمر ينطبق على كتاب الرأي فهم ليسوا إعلاميين وإنما يستخدمون الصحف كوسيلة، واستثنت عقيل العاملين في الأساس في مجال الإعلام في الأصل ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كإحدى الوسائل للقيام بعملهم. في هذا الصدد أشار العمودي إلى أنه من المعروف أن كل مجال أو تخصص يوجد به مؤثرون، ومن غير الصحيح أن يطلق عليهم جميعا مصطلح «إعلاميين»، كما أن مساحة الإعلام واسعة تتسع للجميع وليس من الصحيح كل من يظهر في وسائل الإعلام أو يشارك أو استضافته أن يطلق عليه مسمى «إعلامي». كما قالت يجب على وزارة الإعلام أن تحدد التعريف والمفهوم والتصنيفات للعاملين في الإعلام كي لا تتم إساءة استخدام كلمة إعلامي. من جانبه أكد عضو هيئة تدريس تخصص الاتصال وتقنية الإعلام الدكتور أحمد العايدي أن المشاهير مجرد أشخاص تكسبوا شهرتهم من مواقع التواصل الاجتماعي وسموا أنفسهم إعلاميين، مبينا أن الصدفة من خلال انتشار مقاطع فيديو تلعب دورا كبيرا أيضا، مقرا أن المشاهير يبحثون عن المواضيع التي توجد بها إثارة للجدل ليستمتع بعدد مشاهدات كبيرة، وبالتالي اكتساب الأموال من خلال هذه المواقع.
6 سلبيات تطغى على المشاهير
المساهمة في نشر الشائعات
تقديم المعلومات المغلوطة
سلوكيات سيئة تشوه الصورة الإعلاميين
استقطاب جهات للقيام بالتغطيات الميدانية
شراء متابعيين وهميين لإثبات جدواهم
استغلال ارتباطهم بجهات حكومية لتصدر المشهد
فوضى غياب الضوابط
إيهام الجهات المختصة بنظاميتهم
الترويج لمنتجات مضرة أو ممنوعة
تصوير مواقع بدون صفة أو ترخيص
إبداء الرأي في مواضيع لا يملكون الخبرة فيها