كشف مصدر في مناطق سيطرة الحوثيين صدورَ توجيهات من وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بصنعاء، بإلزام نقاط التفتيش بإيقاف أكبر قدر من المواطنين وتجميعهم في مكان واحد، بداعي الحرص على مصلحتهم، بينما الهدف ابتزازهم ماليا، أو إجبارهم على التجنيد لمصلحة الجماعة الإرهابية .

احتجاز مواطنين

قال المصدر لـ«الوطن»، إنه شوهد قيام الحوثيين في نقاط التفتيش بإيقاف الناس وإنزالهم من سياراتهم، وحجزهم في مواقع محددة فترات طويلة، تحت ذريعة إكمال الإجراءات، مع ملاحظة قيام بعض أفرادهم بجمع المواطنين في مساحة محدودة، ورفض أي شخص يستخدم كماما وقائيا أو اللثام بعمامته، بحجة التخفي من معرفة صورته الحقيقية. وأضاف المصدر، أن الحوثيين يضيقون على الناس ويحرصون على تجميعهم في مواقع محصورة، في ظل الاحترازات التي تقوم بها كل دول العالم، فضلا عن رفضهم أو اعترافهم بوجود ما يسمى كورونا، معتبرين أنها أكذوبة وصناعة أمريكية لا يمكن أن تنطلي عليهم.


نشر الوباء

بيّن المصدر أن تعامل الحوثيين مع بعض المسافرين بشكل همجي، يكشف حقيقة توجه الانقلابيين وحرصهم على نشر الوباء في كل أنحاء اليمن، دون أي مراعاة أو احترام للقوانين الدولية والإنسانية، موضحا أن الحوثيين بعد إيقاف المسافرين والمواطنين في نقاط التفتيش والتضييق عليهم، يبدؤون مرحلة جديدة من التفاوض حول السماح لبعضهم بالتحرك ومواصلة السير، بشرط دفع مبلغ مالي يسمى مكافحة كورونا، لدعم المجهود الحربي، أو الانصياع للتجنيد الإجباري .

جريمة حقيقية

من جانب آخر، قال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان «hritc»، إن جماعة الحوثي تمارس جريمة حقيقية بحق آلاف المواطنين المسافرين من المدن اليمنية نحو صنعاء، تحت مسمى الحجز الطبي، إذ تقوم قوات تابعة لهم باحتجاز العشرات من حافلات نقل الركاب وعربات المسافرين في نقطة عسكرية خارج مدينة البيضاء، ومنذ نحو أسبوعين.

ظروف غير آدمية

في ظروف أقل ما توصف بأنها غير آدمية، وتعمل على تعرضهم لمختلف الأمراض والأوبئة، أكد المركز وهو منظمة إقليمية حاصل على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، أن العشرات من المواطنين يتعرضون لإهانات مباشرة ومتعمدة، لأبعاد سياسية ومناطقية، وأن مسؤولي نقطة التفتيش الحوثية تعمدوا ابتزاز المسافرين ماليا، بحجة مكافحة وباء فيروس كورونا. وقالت شهادات كثير من المواطنين أن القضية تحولت إلى مصدر إيراد مالي للميليشيات، بعد أن أظهرت الصور الموثقة في الموقع وشهادات المسافرين مدى خطورة المكان الذي يعد بؤرة حقيقية للإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة. وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، إن الخشية الآن أكثر من أي وقت مضى من إنتشار الأوبئة، خصوصا فيروس كورونا، بسبب سوء الإجراءات التي تمارسها ميليشيات الحوثي، وتعمدها الإساءة إلى مئات المواطنين، فقط لقدومهم إلى صنعاء من مناطق أخرى تقف ضد الحركة، فضلا عن عدم وجود أي جدية في الكشف عن المرض أو توافر الإمكانات.

إغلاق أقسام

لفت المركز إلى أن معلومات مؤكدة في صنعاء أفادت بإغلاق أهم أقسام مستشفيات العاصمة، منها أقسام الولادة وأمراض النساء، بحجة انعدام المياه في هذه المستشفيات، فضلا عن تعمد الإدارة التابعة للحوثيين نشر معلومات مضللة، منها إخفاؤها كل أنواع الدعم المقدم من المنظمات الدولية، في مقدمتها برامج الأمم المتحدة. وطالب المركز المنظمة الدولية بجعل قضية الحجر الطبي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، تحت إشراف كامل من منظمة الصحة العالمية وفرق عمل محايدة، حتى تخضع لمعايير السلامة الحقيقية، وتنأى بها عن سبل الابتزاز المالي والسياسي الذي تقوم به جماعة الحوثي الآن. وقال المركز، إننا نتوقع نفجار كارثة حقيقية خلال الفترة المقبلة، بسبب هول ما تخفيه جماعة الحوثي في مجال الصحة المنكوبة. وعلى المجتمع الدولي، في مقدمته مجلس الأمن، سرعة إنقاذ اليمن من الكارثة الموشك حدوثها.

استغلال كورونا

على صعيد متصل، أكد معهد ميدل إيست الأمريكي، أن وباء كورونا يمثل هدية للحوثيين الذين يبحثون دائما عن فرص لإثبات رواياتهم التي تربط تدخل التحالف العربي في اليمن بالأزمة الإنسانية في البلاد، ويعفون أنفسهم من المسؤولية.

وأشار تقرير للمعهد إلى أن وزير الصحة العامة والسكان المعين من الحوثيين طه المتوكل، زعم في مؤتمر صحفي في بداية مارس أنه «لا توجد في اليمن حالات إصابة بفيروس كورونا، لكنهم سيحملون دولة الإمارات المسؤولية، إذا ما ظهرت أي إصابة في البلاد».

وعدّ التقرير قول المتوكل جزءا من نمط حوثي لاستخدام أي أزمة تؤثر على اليمن، كفرصة لمهاجمة خصومهم، وصرف الانتباه عن أخطاء الميليشيات الكبيرة، لافتا إلى أن الحوثيين الذين يتحالفون مع إيران، قللوا من شأن آثار الفيروس بين حلفائهم، وبالغوا في ذكر عواقبه في كل مكان آخر.

منع الاستغلال

شدد المعهد الأمريكي «يجب منع استغلال الفيروس لأغراض سياسية على الفور، إلى جانب التوسع العسكري للحوثيين، وإلا فإن اليمن والمنطقة برمتها سيجدون أنفسهم في أزمة لا يمكنهم احتواؤها». وقال التقرير: «لسوء الحظ، وبدلا من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من التعرض للإصابة بالفيروس، تركز قيادة الحوثيين على تصعيد هجماتها الخطابية ضد السعودية والولايات المتحدة»، مبينا أن محمد الحوثي، ثاني أبرز قادة ميليشيا الحوثيين، وصف قرار تعليق الصلاة في المسجد الحرام بمكة، باعتباره من «أعظم الذنوب». وذهب الحوثي بعيدا، حينما روّج لنظرية «المؤامرة» التي يتبناها النظام الإيراني بأن الفيروس مؤامرة أمريكية، وانتقد إحصاءات منظمة الصحة العالمية حول أن عدد حالات الإصابة بكورونا في إيران أعلى مما تم ذكره.

عرقلة المساعدات

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، أكد في بيانه الأخير لمجلس الأمن، أن الحوثيين هم مسهم رئيسي بالأزمة الإنسانية في اليمن، وقد عرقلوا إيصال المساعدات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

وقال التقرير: «ولسوء الحظ، لا يوجد سيناريو تستطيع فيه دولة مثل اليمن أن تنجو من هذا الوباء. لكن إلقاء اللوم على الأعداء بشكل استباقي لن يوقف الفيروس. يحتاج الحوثيون إلى تكريس كل مواردهم لمحاربة هذا التهديد الذي سيصل -بلا شك- إلى اليمن».

كيف تتعمد الميليشيات نشر الأوبئة

إيقاف الناس وإنزالهم من سياراتهم وحجزهم

تجميع المسافرين في مواقع تحت ذريعة إكمال الإجراءات

منع استخدام كمام وقائي أو اللثام بحجة التخفي

رفض الحوثي الاعتراف بكورونا واعتباره صناعة أمريكية