وقد قام العالم كله باتخاذ خطوات -هي الأخرى- تسهم في محاولة التقليل من أضرار هذا الوباء الخطير، الذي تسارعت الأمم إلى الأخذ بالاحتياط وعمل المصحات وقفل الحدود، ومنع السفر والحجر الصحي على بلدان بأكملها، حفاظا على صحتهم.
لقد تفوّقت الشريعة الإسلامية بمبادئها وسماحتها وصلاحها لكل زمان ومكان، في أن تجد في نصوصها ما يحفظ جنس بني آدم والخوف عليه، فأباحت له الصلاة في البيوت، وأجازت له ترك الجمعة والجماعة وقت الضرر، وحفلت نصوص الدين الإسلامي بما يطمئن معه المسلم إلى أن هذه الشريعة -ولله الحمد- جاءت لإعمار الكون والمحافظة على سلامة الإنسان، وهو ما جعل هذه الدولة المباركة ماضيةً في تطبيق الدستور الإسلامي الحكيم، وهو ما قامت عليه هذه البلاد منذ وثيقه الدرعية بين الإمامين محمد بن سعود، ومحمد بن عبدالوهاب، وحتى عهد الدولة السعودية الحديثة، عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وهو ما تمضي عليه قيادتنا في عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، بالأخذ بهذه الأسباب التي تراها الشريعة الإسلامية، وفقا للدولة الشرعية التي أدركت هيئة كبار العلماء ضرورة النظر والفتوى في النوازل وقضايا العصر، وهو ما يجعل كل مسلم في هذه البلاد، وفي العالم، يبارك خطوات المملكة التي اتّخذتها لمعالجة الأزمات.
نعم، إنها شريعة صالحة لكل زمان ومكان، وصدق الله إذ يقول: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دنيا».
فاللهم لك الحمد على نعمة الهداية، ونعمة الأمان، ونعمة السماحة، وبارك الله في جهود المخلصين، وحفظ الله بلادنا وبلاد العالمين من الأوبئة والأمراض، إنه القادر على ذلك.