قتل 21 مسلحا أفغانيا من مجموعة حقاني أمس في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار على إحدى المناطق القبلية شمال غرب باكستان كما أعلن مسؤولون أمنيون محليون.
وأطلقت الطائرة الأميركية صاروخين استهدفا سيارة ومعسكرا مما أدى إلى تدميرهما قرب ميرانشاه كبرى مدن ولاية وزيرستان الشمالية التي تقع على الحدود مع أفغانستان ومعقل مسلحي طالبان المتحالفين مع القاعدة.
وقال مسؤول عسكري باكستاني في بيشاور كبرى مدن شمال غرب البلاد "قتل 21 متمردا من مجموعة حقاني وأصيب ثلاثة بجروح". وأضاف هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته "إن جميع الذين قتلوا هم أفغان ومن مقاتلي مجموعة حقاني".
وأكد مسؤولون أمنيون محليون هذه الحصيلة. ويتعذر التحقق من الحصيلة التي يعلنها المسؤولون الأمنيون الباكستانيون عن المعارك أو الغارات التي تنفذها الطائرات الأميركية إذ إنه يحظر الوصول إلى تلك المناطق الخاضعة في الغالب إلى المقاتلين الإسلاميين.
ومجموعة حقاني تستمد اسمها من جلال الدين حقاني وهو من قادة المجاهدين التاريخيين الذين حاربوا الاجتياح السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي، وانضم بعد ذلك إلى نظام طالبان.
وإثر سقوط نظام طالبان في أواخر عام 2001 حمل السلاح ضد حكومة كابول وضد قوات الأطلسي. وتعتبر مجموعته التي يقودها اليوم نجله سراج الدين بمثابة جناح لحركة طالبان الأقرب إلى تنظيم القاعدة.
ونسبت لتلك المجموعة عدة هجمات كبيرة استهدفت القوات الأميركية في أفغانستان في السنوات الأخيرة لا سيما الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة سبعة عناصر من سي.اي.ايه في قاعدة أميركية في ديسمبر 2009 في خوست (جنوب-شرق) في أسوأ نكسة منيت بها وكالة الاستخبارات الأميركية في عشر سنوات من الحرب الأفغانية.
ويأتي القصف الأميركي في حين تدهورت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة الحليفين منذ 2001، منذ الهجوم الأميركي الذي أدى إلى قتل أسامة بن لادن في الثاني من مايو في ابوت أباد (شمال باكستان) ومن حينها نفذت الطائرات الأميركية بدون طيار أكثر من عشرين غارة على المناطق القبلية.
على صعيد آخر، وفيما أقرَّت قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان رسمياً أمس، بإسقاط طالبان يوم السبت الماضي المروحية الأميركية وكان على متنها 38 جنديا بينهم 31 أميركياً، قتل جنود أميركيون عنصرين من الشرطة المحلية وأصابوا 4 آخرين الليلة قبل الماضية في مديرية أرغنداب بولاية قندهار المعقل التقليدي لحركة طالبان بحسب المصادر الأمنية الرسمية.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الأفغاني حامد قرضاي رجال وعلماء الدين في أفغانستان إلى منع المتشددين من إخفاء القنابل في عمائمهم لاستخدامها في الهجمات الانتحارية، في مسعى -هو الأول من نوعه- للقضاء على هذا التكتيك الجديد قبل أن يروج استخدامه بكثرة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية "سيامك هروي" في تعليقه على لقاء الرئيس الأفغاني بكبار رجال دين من شتى أنحاء البلاد لمناقشة هذا الأمر إن إساءة المتمردين لاستخدام القيم الإسلامية يجعلهم يقدمون لشعوب العالم صورة سيئة عن الإسلام والتقاليد الإسلامية والوطنية.
في واشنطن، أمضى الرئيس الأميركي باراك أوباما أكثر من ساعة في لقاء مع نحو 250 شخصا من أفراد أسر ضحايا المروحية الأميركية في أفغانستان، حيث قدم لهم تعازيه.