قرعة
لم يجد المواطن مهدي علي آل هضبان حلا لأبنائه بعدما وصل الأمر بهم إلى التهديد والتلاسن من أجل الظفر ببر والدتهم والتبرع لها بالكلى بعد معاناة مع الفشل الكلوي إلا بإجراء القرعة بينهم. وأكد الأب لـ»الوطن» أن زوجته تعاني من الفشل الكلوي لأكثر من سنتين، وأنه حاول أن يكون هو المتبرع كون أبنائه في مقتبل العمر وبعد عدة محاولات مع أبنائه الخمسة لم يستطع إقناعهم، وبعد عدة أشهر من المحاولات عرفت في قلوب أولادي أنه لا محال بأن يكون المتبرع منهم فعرضت عليهم فكرة أن يكون الخيار الأكبر فالأكبر وقد قوبل بالرفض من الأربعة الباقين وعندما شاهدت تطاول أبنائي بعضهم على بعض والبعض كان قد بادر بالحجز لمدينة الرياض من أجل إجراءات الفحوصات وتفاجأت أن أبنائي الخمسة قرروا الذهاب كلهم للمستشفى لإجراء الفحوصات وسط إصرار منهم بعدم التنازل لأحد منهم، فقررت أن أجمعهم لإنهاء الجدل في هذا الخلاف، وطلبت منهم الحضور فورا خشية أن يسافر أحد منهم وبعد اجتماعهم عندي بالمنزل أوضحت لهم أنني قررت إجراء القرعة بينهم وعليهم الامتثال، ويجب أن يرضى الجميع بحظه ونصيبه، ومن لم يرض بالدخول في القرعة فلن أرضى عليه مدى الحياة ليبدي الجميع الموافقة والامتثال والرضا بنتائج القرعة.
فرحة
أضاف آل هضبان وبعد إجراء القرعة والتي كانت من نصيب الابن الثاني عبدالله الذي لم يتمالك نفسه معبرا عن ذلك بصيحات وفرحة معلنا عن سروره وفرحته وسط التهاني والتبريكات من بقية إخوته ليغادر في نفس اليوم لمستشفى الملك فيصل التخصصي لإجراء الفحوصات اللازمة للمتبرعين، والتي أظهرت مطابقة جميع التحاليل والفحوصات الطبية التي أجريت له ولله الحمد، وكنت قد أبلغت إخوته في حالة عدم التطابق سوف يجري القرعة بين أبنائه الأربعة الباقين.
وشكر آل هضبان الله سبحانه وتعالى بعد أن شاهد بعينه حصاد تربيته لأبنائه، وختم الوالد حديثه بأن يديم الله على أبنائه هذا النعمة وروح الأخوة والمحبة التي بينهم، داعيا الله لهم بالتوفيق والسلامة.
فرض
في اتصال لـ»الوطن» أكد الابن المتبرع عبدالله أن الإحسان إلى الوالدين وطاعتهما هو فرض عظيم علينا لما فيه من خير لنا في الدنيا والآخرة. وبأن تتبرع بعضو من أعضاء جسدك أو قطعة منه لوالدتك أو والدك يعبر عن مدى بِرك بهما ووفائك لهما.