تعتبر البطالة من القضايا المجتمعية الشائكة لا سيما في الدول ذات النمو السكاني الكبير مثل السعودية، وتعد ظاهرة عالمية لا يخلو مجتمع منها. وفي كل عام تزداد أعداد الخريجين والخريجات يتبعها زيادة أعداد العاطلين والعاطلات عن العمل، بالرغم من حرص الدول على مواجهتها والحد منها كونها عاملا كبيرا ومؤثرا على اقتصاد الدول.

إحصائيات

تفيد الإحصائيات بحسب ما ورد في الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية أن نسبة البطالة في الربع الثالث لعام 2019 قد انخفضت عن الربع الثاني من العام نفسه، حيث تدل إحصائيات الربع الثاني أن نسبة البطالة بلغت 12.3 %، بينما نرى أنها في الربع الثالث قد انخفضت إلى 12 %.


بحسب ما ورد في إحصائية للتعليم العالي عن عدد المقيدين دراسيا في الجامعات السعودية لعام 2018 والمتوقع تخرجهم في الأعوام المقبلة بلغ 1.283.291 بواقع 665582 طالبة بنسبة 25 % من إجمالي العدد، و617709 طلاب بنسبة 47.7 % للطلاب من إجمالي العدد.

أما عن عدد المشتغلين السعوديين الذكور فقد انخفض من 2.027.964 بنسبة 65.6 % في الربع الثاني إلى 2.023.910 بنسبة 65.2 % في الربع الثالث، وخلافًا لذلك، فإن عدد المشتغلات السعوديات الإناث قد زاد عن الربع الثاني من 1.062.284 بنسبة 34.3 %إلى 1.076.902 بنسبة 34.7 %في الربع الثالث، وهذا يدل على زيادة التوظيف النسائي في المملكة في المجالات المختلفة.

بحسب ما ورد في الهيئة العامة للإحصاء، فإن عدد الباحثين والباحثات عن عمل في الربع الثالث من 2019 بلغ 1.025.328.

التخصص الجامعي والمهنة

عند سؤال بعض الخريجات عن تجاربهن في رحلة البحث عن وظيفة قالت دلال العنزي: إن هناك شحا واضحا في الوظائف، مما يجعل الخريج يوافق على أي وظيفة، وإن كانت بمجال مختلف عن التخصص وبراتب قليل فقط من أجل اكتساب الخبرة.

أما شيماء الزهراني، فذكرت أنها توظفت في مجال تخصصها، لكنها واجهت صعوبات في بحثها عن وظيفة، وذلك يعود لتركيز جهات التوظيف على تخصصات معينة مثل: التسويق، إدارة الأعمال، المحاسبة دون غيرها.

عبرت شهد الدوسري أن تجربتها بعد التخرج كانت كأي خريجة مقبلة على أبواب عدة، كان أحدها باب العطالة، مما جعلها تطرق جميع الأبواب سواء كانت تؤدي بها لوظيفة في تخصصها أو مختلفة عنه، وقالت: إن ما واجهته جعلني أحتمي خلف الواسطة، ولكن لحُسن الحظ من قابلني كان أمينا، ولم يغره مصطلح الواسطة فاستبعدني عن وظيفة ليست في تخصصي ولا تمت له بصلة. ولخصت تجربتها في أنها أصعب مهمة واجهتها بحكم قلة الوظائف للإناث، وخصوصًا لانعدام الخبرة التي أصبحت واجبا، ومن أين لنا الخبرة إن كانت الأبواب موصدة؟!

اتفقت معها في الحديث المها مهناء التي قالت: مع الأسف معظم الجهات التي قدمت عليها كانت تبحث عن الخبرة متجاهلة الشهادات والدورات التي كانت تملأ سيرتي الذاتية، فلا بد من أن يكون هناك تعاون من قبل الجهات مع حديثي التخرج حتى يتمكنوا من اكتساب الخبرات.

شاركت فتون الغامدي تجربتها قائلة: إنها توظفت بوظيفة تتعلق بتخصصها، لكنها لا تمانع من أن تعمل بوظيفة خارج تخصصها ما دامت تتناسب مع إمكانياتها ومهاراتها، وقالت: إنها لم تواجهها أي عقبات في الحصول على وظيفة، حيث توظفت بعد التخرج بشهرين، لكن بعد تقديمها الاستقالة أصبحت تواجه صعوبة في الحصول على وظيفة، لكن آمالها تجاه التوظيف عالية، حيث أفصحت أنها تثق في جهود المملكة التي تقدمها لدعم الشباب بين الحين والآخر.

مخاوف خريج

لخّص الخريجون مخاوفهم من الناحية الوظيفية في عدم التأهيل الكافي للوظيفة المستقبلية، أو التدرب عليها بصورة غير جيّدة وكافية، وأيضًا عدم النظر لإمكانيات وقدرات الخريج وحماسته للخوض في السلك الوظيفي ومن ثم ضياع قدراته، وقد عبّر أحد الخريجين عن خوفه من الوظيفة الأولى إجمالًا لأنها بطريقة ما تحدد مساره المهني وتعرّفه في المستقبل.

بينما أعرب الكثيرون عن جاهزيتهم في العمل في وظائف لا تمت لتخصصهم الدراسي بصلة، وذلك بسبب معرفتهم عن الشاغر الوظيفي الحالي والذي يطرح الكثير من الوظائف المستحدثة والتي وجدت بحسب الحاجة المجتمعية والبيئية شريطة الحصول على مدة كافية تمكنهم من الإتقان والتدريب الجيّد والإلمام بها.

بلغت نسبة البطالة في الربع الثاني من 2019 إلى 12.3 %

انخفضت في الربع الثالث من عام 2019 إلى 12 %

عدد المشتغلين السعوديين الذكور انخفض من 2.027.964 بنسبة 65.6 % في الربع الثاني إلى 2.023.910 بنسبة 65.2 % في الربع الثالث

عدد المشتغلات السعوديات الإناث قد زاد عن الربع الثاني من 1.062.284 بنسبة

34.3 % إلى 1.076.902 بنسبة 34.7 % في الربع الثالث

عدد الباحثين والباحثات عن عمل في الربع الثالث من 2019 بلغ 1.025.328

مخاوف الخريجين

عدم التأهيل الكافي للوظيفة المستقبلية أو التدرب عليها بصورة غير جيّدة وكافية

عدم النظر لإمكانيات وقدرات الخريج وحماسته للخوض في السلك الوظيفي ومن ثم ضياع قدراته

الخوف من الوظيفة الأولى إجمالا لأنها بطريقة ما تحدد مساره المهني وتعرّفه بالمستقبل