في هجوم يعتبر الثالث والعشرين منذ نهاية أكتوبر ضدّ مصالح أمريكية في العراق، استهدفت، أمس، صواريخ كاتيوشا مجدداً قاعدة التاجي العسكرية العراقية شمالي بغداد، غداة مقتل ستة عراقيين، في غارات أمريكية على مواقع للحشد الشعبي رداً على هجوم الأخير على المعسكر الذي يضم قوات أمريكية وبريطانية. للمرة الأولى، أعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال صاحب المرآب الذي انطلقت منه الصواريخ التي استهدفت معسكر التاجي، صباح أمس، فضلا عن جميع العاملين فيه، برفقة عناصر نقطة التفتيش القريبة من مكان الإطلاق، بينما تتحدث مصادر عن تأسيس إيران لخلايا سرية جديدة في العراق.

سبع منصات

ذكر بيان مقتضب للعمليات نقلته مواقع محلية أنه «عثرت قواتنا الأمنية على مكان إطلاق صواريخ الكاتيوشا التي استهدفت معسكر التاجي شمالي العاصمة بغداد، ووجدت سبع منصات إطلاق داخل مرآب في منطقة أبوعظام». أضاف بيان العمليات «كما ألقت قواتنا القبض على صاحب المرآب والعاملين فيه، فضلا عن إلقاء القبض على جميع منتسبي نقطة التفتيش القريية منه التابعة إلى قيادة شرطة بغداد وإحالتهم جميعاً للتحقيق». تعد هذه - بحسب مراقبين - إحدى المرات النادرة التي تعلن فيها القوات الأمنية العراقية عن اعتقال مشتبه بهم في إطلاق الصواريخ على المصالح الأمريكية وحلفائها في العراق. فسر المراقبون هذه الخطوة إلى أن الحكومة الاتحادية ترغب هذه المرة إلى معاقبة الفاعلين منعاً لتكرار أي هجوم مماثل، نظراً إلى حرص بغداد على تحييد البلاد عن أي مواجهة بين طهران وواشنطن، وترفض أن يكون العراق ساحة اشتباك.


جماعات سرية

على صعيد آخر، نقلت مواقع محلية عن مصادر مقربة من حزب الله أن إيران لجأت إلى تأسيس جماعات مسلحة سرية أخرى في العراق، لاستهداف المصالح الأمريكية، وذلك بعد أن سعت إلى إعادة هيكلة ما سماه بالمقاومة في العراق في ظل تراجع التأييد لتدخلها في شؤون بغداد حتى من المكون الطائفي.

ذكرت تقارير أن تنصّل الفصائل من تحمّل المسؤولية ودعم الهجوم على المصالح الغربية، دفعت طهران إلى استثمار علاقاتها الجيدة مع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي إلى تأسيس مجاميع جديدة تعمل بسرّية لتكثيف ضرباتها المؤلمة للمقرات والمعسكرات التي تستضيف القوات الأمريكية وحلفاءها.

هيكلة المجاميع

لفتت المصادر إلى أن إعادة هيكلة المجاميع المسلحة المؤيدة لإيران يشكل تغيراً في فلسفة العمل داخل العراق، حيث تتبع الخلايا الجديدة السرية مباشرة لقوة القدس حتى لا تحرج حلفاءها السياسيين والفصائل الرافضة للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الأمريكية. كان لافتاً تعامل الفصائل المسلحة بالهجوم الأخير على معسكر التاجي، إذ تنصّلت من المسؤولية عن الهجوم، بل دعت الفاعل إلى الكشف عن هويّته، مما يعني أن العراق يدخل مرحلة جديدة في مواجهة القوات الأمريكيّة بعد الخطة الإيرانية الجديدة للتعامل مع المجاميع المسلحة.

لماذا لجأت إيران إلى تكوين خلايا جديدة

بعد تراجع التأييد الداخلي للتدخل في العراق

رفض المجاميع الدخول في مواجهة عسكرية مع واشنطن

حرج حلفاء طهران السياسيين في مواجهة الغرب

تعزيز تدخل قوة القدس في الداخل العراقي