غداً سنصل إلى آخر مرحلة من مراحل الدوري وسنتعرف فيها على البطل بعد إطلاق حكم مباراة الأهلي والشباب صافرة النهاية، هذه المباراة التي يترقبها كثير، تأتي كأحلى ختام لدوري لا يعرف فيه البطل إلا في آخر ثانية كتكرار لنهائي 2007 بين الهلال والاتحاد حين حسمه ياسر القحطاني برأسية حولت الذهب من جدة إلى الرياض، وغدا قد يتكرر هذا السيناريو بفوز الشباب أو تعادله ليعود بالذهب للرياض أو ينتفض الأهلي على ظروف نقصه وينتزع البطولة من أنياب الليث ليثبت أنه هذه السنة (غير) كما هي جدة.

الشباب الساعي لتحقيق أول بطولة دوري بنظام النقاط، تبدو كفته نظرياً، أرجح باستقرار خطوطه وثبات تشكيله مقابل غياب أهلاوي لعناصر مؤثرة كالحوسني المزعج و المقاتل بالومينو، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء داخل الميدان، ومن يرد بطولة ثقيلة كالدوري، فلابد أن يكون لديه خط احتياط قوي يغطي كل خطوط الفريق.

لكن الأهلي الذي غاب عن تحقيق هذه البطولة طيلة 29 عاما، يسعى عملياً لنيل اللقب وتعويض جماهيره الحرمان الطويل من بطولة الدوري، وهو سيلعب على أرضه وأمام عشاقه وهذه نقطة قوة تسجل لمصلحته، لكنه قد يخسرها سريعاً إذا ما سجل الشباب في أول المباراة فعندها قد تتنحى الجماهير لتكتفي بالمتابعة أو أن تتحول إلى نقطة سلبية خصوصاً إذا ما استعجلت التسجيل وضغطت على لاعبيها.

تنافس الفريقين في الدوري، دليل صحي ومطلوب حتى يستمرا في منافسة الهلال والاتحاد البطلين الدائمين للدوري في السنوات الأخيرة، كما أن دخول أندية إضافية مطلب ملح حتى تتسع قاعدة التنافس وتزيد المتعة.

هذا التنافس المحمود في أرض الملعب، قابله احتقان إعلامي غير مسبوق بين الشبابي والأهلي على المستويات كافة سواء الرسمية أو الإعلامية أو الجماهيرية، وهذا التعاطي السلبي من الطرفين، رفع من درجة الاحتقان الجماهيري وهو ما ظهر في لقاءات تلفزيونية لبعض جماهير الناديين التي إن لم تكبح جماح اندفاعها، فربما قد تقع أحداث غير محمودة في المباراة، كما حدث في سنوات سابقة من اعتداءات على الجماهير وتحطيم و تكسير بعض باصات وسيارات جماهير الهلال من بعض جماهير الاتحاد نتيجة احتقان الجماهير.

نعم للتنافس الرياضي الجميل الذي يؤطر باحترام المنافسين وتقبل النتيجة، ولا للتنافس خارج الميدان بالتطاول على الآخرين والانتقاص منهم ووصفهم بألفاظ خارجة عن الروح الرياضية.

عناوين أخيرة:

- إدارة الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد لها كثير من الإيجابيات على صعيد تطوير النادي على المستويات كافة، لكن يبدو أنها أصيبت ببعض الفتور هذا الموسم وهذه عادة أصيلة لكل إدارة هلالية في سنتها الرابعة، حيث يكون الإنجاز الهلالي فيه أقل من السنوات السابقة ولا أعرف السبب.

- إيقاف رضا تكر 4 مباريات ومحمد أبو سبعان مباراتين إضافة إلى غرامات مالية واحتلال الاتحاد المركز الأخير للسنة الثانية على التوالي في قائمة اللعب النظيف، يدعونا إلى مزيد من الاستغراب و يدفعنا لسؤال لاعبي الاتحاد عن أسباب انتهاجهم أسلوب الخشونة ولماذا يضعون ناديهم في هذه المكانة التي لا تليق باسم العميد.

- بطولة كأس الملك للأبطال تستنزف ما تبقى من جهد لدى اللاعبين، وبدلاً عنها، كنت أتمنى أن تقام مباراة بين بطل الدوري وبطل كأس ولي العهد ويكون كأس الملك من نصيب الفائز بها.

- اليوم يتحدد مصير الهابط برفقة الأنصار، فهل نرى مفاجآت بفوز المهددين بالهبوط، بكرم من الفريق المنافس (وهذا يعني هبوط القادسية)، أم يلعب الرائد والنصر لتاريخهما ويفوزان على التعاون والقادسية ويهبط القادسية أيضا.