"أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، متألم مثلكم يا أهالي أبها على تغيير مسميات أحيائكم.. بالفعل لا يليق أن تستبدل مسمياتها التاريخية إلى "تعز" و"مأرب" وغيرها من المسميات التي لا تتناسب مع تاريخ تلك الأحياء.. والأمير وأنا لن نرضى أن يمس بتاريخ وعبق المدينة الأبهاوية الأصيلة"، هكذا قال وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني، في رده على طلب عمدة أبها علي الدحناني، حينما انبرى للميكرفون خلال لقاء رجالات أبها في صالة نادي أبها الرياضي، نيابة عن أهالي المدينة، بتدخل أمير عسير ووكيل الإمارة في إعادة مسميات الأحياء القديمة. وعلى الرغم من بادرة وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني بالحضور والمشاركة في اللقاء دون سابق دعوة له، إلا أنه لم يجد بداً من الرد على طلب الدحناني، بروح سر بها أهالي أبها، سروراً إلى جانب سرورهم بلقائهم الرمضاني الذي أعادوا من خلاله تواصلهم وأعادوا شريط ذكرياتهم الأخوية والتاريخية لمدينتهم. وبدا وكيل الإمارة شفافاً في الرد، متبرئاً من مسؤولية إمارة المنطقة في ذلك، قائلاً: إن تلك المسميات رفعت واعتمدت عام 1426، قبيل تسنمه زمام العمل، مشيراً إلى أن اللجنة التي أوصت بالمسميات ضمت نخبة من رجالات المدينة.
من جهته، برأ عضو اللجنة المكلفة بإعادة تسمية الأحياء عبدالرحمن القحطاني، اللجنة من مسؤولية اعتماد مسميات الأحياء، مؤكداً أنه مثله مثل كافة الأبهاويين، صعق من تلك المسميات التي لا تتناسب مع عراقة الأحياء التاريخية. وأضاف: مسميات الأحياء الحالية لم تتفق مع المسميات التي رفعت اللجنة توصياتها بها، ونحن كنا نراعي ألا تتغير مسميات بعض الأحياء على وجه الخصوص لتاريخها. ولم تكتف اللجنة المكلفة بإعادة تسمية الأحياء بهذا القدر من التوضيحات، بل أكد رئيس النادي الأدبي عضو مجلس الشورى والمنطقة سابقاً محمد بن حميد، أن عليهم أن يثقوا أنهم بريئون من تلك المسميات براءة الذئب من دم يوسف، متسائلاً: هل تتوقعون أن نوافق على تغيير مسميات أحياء كالقرى ومناظر؟، مشيراً إلى أنه كان لديهم نهج واضح في المسميات، بأن تكون الأولوية لأسماء للصحابة فالملوك.
من جانبه، قال مدير عام التربية والتعليم السابق بالمنطقة مهدي الراقدي: لا ينفع الماضي.. الأهم ماذا أنتم فاعلون يا سعادة الوكيل؟، ليجيبه الوكيل بأن العودة للحق فضيلة وأن هذا اختصاص وزارة الشؤون القروية والبلدية. ووافق حضور اللقاء الذي ضم وجهاء وأعيان المنطقة والأهالي، وتجاذبوا خلاله ذكريات وشجون المدينة الحالمة، على تشكيل لجنة برئاسة عبدالرحمن أبوملحة لجمع صور أبها التاريخية وطبعها في كتاب لحفظ تاريخها، ووعد عدد من الحضور بصور قيمة، كما أعلن عبدالرحمن القحطاني دعم المشروع مالياً.