تعيش محافظة جدة عصر مشاريعها العاجلة سواء بإنشاء السدود أو إصلاح الأضرار التي لحقت بقنوات تصريف مياه الأمطار الناتجة عن السيول والأمطار.
وتمثل المشاريع الجاري تنفيذها في شرق جدة طوق النجاة الذي يتشبث به قاطنو جدة لتقيهم من أخطار السيول مستقبلا، لاسيما أنهم عانوا من أضرارها أكثر من مرة ، لذا كان لزاما عليهم متابعة سير العمل بها ليزيد اطمئنانهم.
ومع دخول شهر رمضان خشي البعض من توقف العمل بها، مما دفعهم للذهاب إلى مواقع تنفيذها، إلا أن ما رأوه أثلج صدورهم، فقد تحول ليل رمضان إلى نهار بواسطة مصابيح إضاءة استخدمتها الشركات المنفذة لتمكن عمالها من مواصلة العمل.
وتعيش الشركات المنفذة حاليا فترة اختبار صعبة، فيتابع المسؤولون سير عملهم ويشاركهم الأهالي الذين يريدون أن يحسوا بوجود بارقة أمل تلوح لهم في الأفق، وبالنظر لحجم العمل القائم في المواقع فإن الإنجاز لم يتأثر في رمضان.
وأكد مهندس بأحد المشاريع، رفض الإفصاح عن اسمه، أن حجم العمل لم يتأثر كثيراَ خلال هذا الشهر الذي مضى منه قرابة العشرة أيام، مشيرا إلى أن العمل المبذول يقارب المستوى الطبيعي الذي كانت تعمل به الآليات والعمال على مدار 24 ساعة وبكامل جهدهم، لافتا إلى أن زيارات المسؤولين شبه اليومية للمواقع ساهمت في رفع وتيرة العمل.
وفيما انشغل عمال الموقع بالعمل في الإنشاءات كانت أعين الزوار ترقبهم وتنظر ما يفعلون، زيارات متكررة لمواطنين من أهالي الأحياء القريبة من المشروع والأحياء المتضررة كانت تأمل ألا يتعثر العمل في شهر رمضان وتدخل المشاريع في دوامة التأخير وتأجيل التسليم حتى يأتي موسم الأمطار.
وأوضح محمد الغامدي من سكان أحياء شرق جدة، أن حجم العمل المبذول من آليات أو عمالة في الموقع بدد مخاوفنا من تأخير المشاريع، مرجعا زيارات المواطنين لهذا الموقع إلى إحساسهم بأنهم شركاء في تلك المشاريع ورقباء عليها لأنهم يتحملون النتائج، ذاكرا أن المواطنين ينفذون هذه الزيارات بهدف الاطمئنان على سير المشاريع والتأكد أنها ستنجز في موعدها المحدد.
من جهته، يرى صالح الغامدي من قاطني أحياء شرق جدة أن ليل رمضان يمثل فرصة لهم للخروج ومتابعة أشياء لم يكن باستطاعتهم متابعتها في الأوقات السابقة، مؤكدا أن التوجس من توقف العمل خلال الشهر الفضيل هو السبب في جعل الكثيرين من أهالي الأحياء المتضررة من كارثتي جدة يتابعون سير العمل في تلك المشاريع والوقوف ميدانيا على حجم الإنجاز.