إن الموقف الإسلامي في تأكيد دور المملكة الريادي في قيادة الحرمين، والحرص على راحة المعتمرين، ونجاحات المملكة المستمرة في رعايتهما جعلها محل تقدير الهيئات والمنظمات الإسلامية والعالمية، حتى رأينا الدول الإسلامية بهيئاتها العالمية ودور الإفتاء فيها تؤكد سلامة مثل هذا القرار النابع من حرص السعودية على سلامة النفس البشرية، تحقيقاً لمبدأ درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، إدراكاً من المملكة بأهمية المحافظة على سلامة المسلمين والمواطنين والمقيمين، حتى تزول هذه الغمة عن هذه الأمة. ولقد تابعت كغيري هذه المواقف التي صدرت من رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي التي يتَبعُها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وهي تُبرق للمملكة قيادة وحكومة، مؤكدةً أن هذا التوجه في ميزان أعمال هذه البلاد الطاهرة التي تحرص على نظافة الأماكن المقدسة من أن يطالها مثل هذا المرض وغيره، وقد رأينا العناية بالحرمين على مدى تاريخ الدولة السعودية الحديثة، وتسهيل الوصول إليها، وعندما تشعر المملكة بمكامن الخطر تتخذ ما تراه مناسباً للمسلمين جميعاً؛ حفاظاً على صحتهم، وتغليب مصلحة الصحة العامة للزوار والمعتمرين، على جلب ما لا سمح الله قد يحدث لو لم يكن مثل هذا القرار الحكيم. وتابعنا أيضاً الاتصالات التي أُجريت مع القيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتؤكد وقوفها إلى جانب المملكة في قراراتها الحكيمة التابعة من وضع أولويات المسلمين في الاعتبار، والخوف عليهم. الدعاء بأن يحفظ الله بلاد الحرمين من كل مكروه، وأن يسَّدد قيادتها لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين، إنه على كل شيء قدير.