في معركة وصفت بتصفية الخلافات والصراع على السلطة، تصاعدت حدّة الخلافات بين ميليشيات طرابلس ووزير الداخلية فتحي باشاغا، على خلفية التصريحات الأخيرة التي اتهم فيها الوزير ميليشيا النواصي، أكبر وأقوى ميليشيات العاصمة، بالفساد المالي واستغلال النفوذ للاعتداء على مؤسسات الدولة. وعمقت تصريحات الوزير الأخيرة الفجوة والخلافات بينه وبين هذه الميليشيا، ويظهر ذلك من خلال التهديدات التي أطلقها عدد من قادة الميليشيا وأنصارهم، ضد الوزير واتهامه بالتحريض على الميليشيا، ومحاولة إزاحتها بعدما بات يعتمد على المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب. وكان باشاغا هاجم المحسوب على جماعة الإخوان، وهاجم في مؤتمر صحافي مساء الأحد، ميليشيات مسلحة في طرابلس واتهمها بالفساد وباستغلال النفوذ والابتزاز والتآمر ضد وزارة الداخلية واختراق جهاز المخابرات واستخدامه ضد مؤسسات الدولة، وهدد بملاحقتها قضائياً، وحدد باشاغا بالاسم ميليشيا النواصي.

لواء النواصي

وتعد ميليشيا لواء النواصي واحدة من أكبر الجماعات العسكرية المسلحة في طرابلس، وتتألف من أكثر من 700 عضو، وتعمل في منطقة أبوستة في طرابلس، على بعد أمتار فقط من قاعدة أبوستة البحرية، حيث يوجد مقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وتدير هذه الميليشيا عدة نقاط تفتيش وتسير دوريات في المنطقة، وهو ما مكّنها من لعب دور مهم في المشهد السياسي والعسكري في العاصمة طرابلس. ويرى مراقبون أن الهجوم الذي شنّه باشاغا على ميليشيا طرابلس في ظاهره حملة ضد المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، لكنه يخفي وراءه خطة يقودها الوزير لتفكيك أقوى ميليشيا بطرابلس بهدف إنهاء وجودها وسيطرتها على مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات المالية، تمهيداً لاستبدالها بميليشيا مصراتة المحسوبة على تنظيم الإخوان والمدعومة من المرتزقة السوريين.


تفكيك الميليشيا

وفسر مراقبون تصريحات الوزير برغبته في تفكيك هذه الميليشيا والإبقاء على ميليشيا أخرى تعتبر حتى الساعة موالية له، لافتا إلى أن تفكيك ميليشيا النواصي أمر غير سهل لأنها تُعتبر الآن من أقوى الكتائب بطرابلس، بعد العملية المبرمجة التي تولاها الإخوان لإضعاف كتيبة ثوار طرابلس المعادية لهم.