يسدل الستار على الدوري السعودي للعام الحالي بعد موسم تنافسي محموم على القمة بين الشباب المتصدر والنادي الأهلي صاحب المركز الثاني بفارق نقطتين، وتبقى الحسم في مباراتهما على ملعب جدة.
من واقع قراءة فنية لمسيرة الفريقين في الدوري، فهما الوحيدان اللذان يستحقان اللقب.. ففريق الشباب ممثلا بإدارته وبعد إخفاقهم في المنافسة على بطولة الدوري مؤخرا، بدؤوا في العمل قبل انتهاء الموسم المنصرم بالتعاقد مع مدرب كبير مشهود له بالصرامه الفنية وتعاقدوا مع نجوم أجانب أصحاب عطاءات معروفة في مراكز مهمة للفريق إلى جانب ما يملكه الفريق من عناصر محلية مرموقه وعلى رأسهم ناصر الشمراني "الزلزال" وزملاؤه، وتمت إقامة معسكر خارجي جاد مكتمل العناصر، مستفيدين مما حدث من إرباك في الموسم الماضي، فبذلوا جهدا فائقا في تجهيز الفريق لخوض غمار المنافسة التي بدؤوها بفوز صريح على بطل الدوري للعام الفائت فريق الهلال وواصلوا الانتصارات.. الفوز تلو الفوز، ورغم غياب المستوى الفني في العديد من المباريات، إلا أنهم واصلوا المسيرة ولم يخسروا أية مباراة حتى الآن لذلك ومن وجهة نظري فهم الأقدر على تحقيق بطولة الدوري لهذا العام.
في الجانب المقابل، استفاد الأهلاويون من زخم فوزهم بكأس خادم الحرمين للأنديه الأبطال في العام الماضي وبدؤوا العمل من تلك النقطة، فتمت إضافة لاعبين أجانب مميزين في مراكز يحتاجونها في خط الوسط وبالتحديد في منطقة المحور وصناعة اللعب وحسب رؤية مدربهم القدير التشيكي ياروليم، إضافة إلى خط الهجوم المرعب بوجود فيكتور سيموس وعماد الحوسني "العمدة" وتمت إعادة صياغة الفريق بمعسكر خارجي مناسب مهد لدخولهم القوي في منافسات الدوري.. ورغم تعثرهم بهزيمة كبيرة من الهلال بأربعة أهداف للا شيء كانت كفيلة بإحباطهم إلا أنهم استعادوا أنفاسهم من جديد وانطلقوا مقدمين أروع المستويات المقرونة بالنتائج. لذلك ومن وجهة نظر خاصة فهم الأجدر بالفوز بلقب الدوري.. فهل سيحقق بطولة الدوري السعودي الأقدر أم الأجدر؟ هذا ما سنعرفه السبت القادم.. مبروك مقدما للفريق الفائز وحظا أوفر للخاسر.
فريق الهلال تأثر بغياب اللاعب الأجنبي المؤثر وكذلك بغياب الاستقرار الفني، ورغم ذلك واصل بقوة اللحاق بفريقي المقدمة حتى الجولة الرابعة والعشرين وانفرد بالمركز الثالث.
أما فريق الاتفاق فقد رمى الراية البيضاء بعد خسارته وخروجه من الصراع على نصف المقعد الآسيوي الذي أفقده التركيز محليا وبالتالي فقد الفرصة والطموح للمنافسة على اللقب.
أما باقي الفرق، فقد ساهمت العشوائية في الاستعداد والتسرع في التعاقد مع اللاعبين الأجانب والتأخر في التعاقد مع اللاعبين الأجانب وتغيير المدربين وغياب الرؤية الفنيه لأغلبها، في تدني نتائجها وتخبط أدائها وبلغ الفارق بين صاحب المركز الخامس (الفتح) والمتصدر (الشباب)، 26 نقطة، ومع ذلك نسمع من يردد أن الدوري السعودي يمتاز بالمستوى الفني العالي!.
لقد شهد الدوري السعودي هبوطا فنيا للكثير من اللاعبين والنجوم المحليين ولم يبرز منهم سوى قليل لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة.