مع أنني سابقا كنت غير مقتنع بوجود المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، التي كانت مشاريعها محصورة على نقل الحاويات والبضائع، دون أن تقدم ما هو أهم: وسائل نقل حديثة تجوب مدن ومحافظات المملكة وتواكب التطور الذي يعيشه العالم. فقد عاشت أكثر من ستين عاما دون أن تقدم ما يشفع لها بالبقاء.

إلا أن مشروع قطار الحرمين الشريفين السريع أعاد لها الحياة من جديد، وما زادني تفاؤلا أكثر بها مشروع مترو الرياض الذي أوشك على الانتهاء.

أما وجود قطار يربط الشرق بالشمال فقد بات أمرا يفرضه علينا الواقع لأسباب كثيرة منها الكثافة السكانية، ولعدد المركبات الهائل التي تجوب خطا واحدا ينتج عنه تلوث بالبيئة وحوادث مميتة راح ضحيتها كثير من الأبرياء. فإنشاء قطار يربط الشرق بالشمال، وتكون انطلاقته من الدمام مرورا بالنعيرية- حفر الباطن رفحاء- عرعر- القريات، سوف يسهم في إنهاء معاناة الآلاف من المواطنين، ويخدم المدن والمحافظات الأخرى ويواكب رؤية 2030 التي أقرتها الدولة لتحقيق أهدافها التي تصبو إليها.


إذا كانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية (سار) لا تمتلك الإمكانات اللازمة لمثل هذه المشاريع العملاقة ومواكبة العصر الحديث، فأتمنى طرحها للاستثمار على القطاع الخاص، أو استقطاب مستثمرين أجانب يملكون الخبرة في هذا المجال من أجل تطوير هذا القطاع المهم في وقتنا الحالي، لا سيما أن المملكة قارة وبلد كبير مترامي الأطراف، والطيران لوحده لا يغطي المسافات المترامية.