على طريقة المثل المصري القائل "بطلوا دا.. واسمعوا دا"، جاء البيان الشبابي الأخير بطلب الكشف على المنشطات، ليعطي دلالة على أن إدارة الشباب ماضية في استفزازاتها وأسلوبها الذي انتهجته منذ بداية الموسم، وتحديدا ما كان ضد النادي المنافس "الأهلي".

الطلب الشبابي جاء متوافقا جدا مع رغبة الأهلي التي طالبت منذ بداية الموسم بأن يكون للجنة المنشطات حضور في كل المباريات، وزادت أن رحبت على لسان رئيس النادي بالطلب الشبابي الذي اعتبرته "طبيعي جدا".

أنا من زاويتي، أنظر للطلب الشبابي وتوقيته أنه أشبه بـ"حق أريد به باطل"، وهذا لا يخفى على كل متابع، وقد وقعت إدارة الشباب في خطأ كبير بطلبها الغريب، كونها اختارت الأهلي، وهي تعلم جيدا أنه مدرسة يتعلم منها البقية.

وحتى لو وصف الطلب الشبابي بالغريب، فإن على اتحاد كرة القدم ورئيسه الجميل أحمد عيد، الموافقة عليه، وتوجيه لجنة المنشطات بالاستعداد للمباراة الختامية، ومن المستحسن أن تعطي اللجنة الشباب حق اختيار اللاعبين الذين يجب الكشف عليهم من فريق الأهلي.

ما يهم الأهلاويين، أن يكون الشبابيون مرتاحين قبل المباراة، حتى إذا انتهت المباراة وذهبت البطولة لمنافسهم، فعندها لن تكون لهم حجة أو ذريعة، وربما كان من مصلحة الأهلي أن يتقدم منافسهم "على اللقب" بهذا الطلب.

ولو أراد الأهلي أن يجاري الشباب، فأول ما يجب عمله أن يطلب من اتحاد الكرة تعيين حكام محليين لمباراة الفريقين، وإلغاء الطلب السابق الذي تقدم به الأهلي بإحضار حكام أجانب.

ووقتها لن يكون للشباب الاعتراض على هذا الطلب، لأن من حق الأهلي أن يقرر من يكون طاقم التحكيم.. محليا أم أجنبيا، وهم يعرفون أن ناديهم هو أكثر الأندية المحلية تضررا من الصافرة المحلية قبل الأجنبية.

وإنصافا للجنة الحكام ورئيسها، فقد حقق حكام الجولة قبل الأخيرة من الدوري نجاحا كبيرا، وهذا يعزز ما ذكرته في مقال لي بصحيفة الحياة الجمعة الماضي تحت عنوان "حكم إدارة الأزمات"، وأثبت حكام تلك الجولة الهامة والحساسة أن باستطاعتهم أن يقنعوا الوسط الرياضي بكل ميوله أنهم على درجة عالية من الكفاءة.

إن من محاسن الصدف والإنصاف لكل من الشباب والأهلي، أن تكون مباراة الإياب في آخر جولة من الدوري، والفرصة للفوز بلقب الدوري قائمة للفريقين، ليكون الحسم من ملعب جدة الذي سبق أن شهد الكثير من النهائيات.

لكنها تأتي والفريق الأهلاوي يعاني من غيابات أربعة من أبرز لاعبيه المؤثرين أولهم عماد الحوسني اللاعب الهداف، ولاعب المحور الكولومبي بالومينو، والمدافعان جفين البيشي وعقيل بلغيث، وهي عناصر تشكّل للمدرب أهمية بالغة، قد تفقد الفريق توازنه في مباراة البحث عن البطولة.

لكن هل تعلمون ماذا كان يقول كبير الأهلاويين وحكيمهم الأمير خالد بن عبدالله وهو يعلق على ما يتعرض له الأهلي من إسقاطات من جهات عدة، كان يقول "لو كان الأهلي في مركزه الذي أنهى به دوري الموسم الماضي لما تعرض إلى ما تعرض له في هذا الموسم، ولأصبح صديق الجميع، لكن ولأنه الآن في موقع المنافسة على بطولة الدوري، فإن كل ما يحدث شيء طبيعي جدا".

تلك هي القيادة والرؤية والفكر الذي يرسمه "أبو فيصل" للأهلي، والذي يتيح للجميع أن يأخذوا منه متى ما أرادوا ذلك، فليس في أجندة الأهلي الإساءة للمنافسين، أو التقليل منهم أو الإسقاط عليهم، لكنه يملك رؤية للمستقبل.

أما ما يتعلق بلقب البطولة، فإنه مرهون بـ"90 دقيقة"، وإن كنت أعتقد أن إجهاد الأهلي من مشاركاته الخارجية والمحلية المتتابعة وما يعانيه من غيابات، قد تؤثر عليه في مباراة أمام فريق جلّ تركيزه على بطولة الدوري، إلا إذا قال جمهور الأهلي كلمته.