تطور البرامج التلفزيونية الرياضية يسعدنا، إذْ إنها في ذلك تتواكب مع الاهتمام العام بالرياضة المحلية، خاصة في ضوء ما تلقاه من دعم وتشجيع من ولاة أمرنا حفظهم الله والمسؤولين في هيئة الرياضة، وما تشهده بلادنا من اهتمام وجذب للمسابقات العالمية في كل دول العالم، وفي ضوء التكنولوجيا التي يتم توظيفها في نقل المباريات التي تضفي المتعة الكروية وفي تحليل المباريات ونقلها واستضافة نجوم الرياضة، وقد ظهرت قنوات رياضية في كل دول العالم، ما يدخلنا في ميدان جيد للمنافسة نحو الأفضل.
وأنا أسلط الضوء على أهمية البرامج التلفزيونية الرياضية وأهدافها، أتساءل أليست البرامج الرياضية رافدا معززا «للوعي الرياضي والثقافة الرياضية، ونبذ التعصب الرياضي» عند الجماهير واللاعبين في الأندية والإداريين، وعند كل من ينتسب إلى الأندية الرياضية والرياضة بشكل عام؟ بلى، ونحن نؤمن بالاختلاف في وجهات النظر والتحاور والاتفاق بين ضيوف تلك البرامج من رياضيين وإعلاميين في الصحافة الرياضية، وهو أمر بدهي وطبيعي أن يحدث في أي قضية من قضايا المجتمع، فضلا أن يكون ذلك الحوار في قضايا الرياضة التي تستهوي الشريحة الأكبر في أي مجتمع وهي شريحة الشباب، ولهذا أنا أتمنى أن تكون البرامج على القدر الذين نريده كمشاهدين في تقديم المتعة الرياضية، النقد الرفيع، التحليل الرياضي الذي يقدم ثقافة رياضية للاعبين والإداريين الذين يعملون في الأندية أو داخل الاتحادات الرياضية، وللمدربين كذلك كي يستفيدوا مما يقدم، وللجماهير الرياضية بشكل عام، وهم في ظني الأهم ويجب أن يجدوا ثقافة رياضية تعزز عندهم روح المنافسة الشريفة بين أنديتهم دون تعصب، ولهذا صعب أن أجد من يذكي التعصب الرياضي البغيض، خاصة الذين وظفوا حساباتهم في وسائل التواصل للتعصب لأنديتهم، وهم يحضرون برامجنا الرياضية، التي يجب أن تخلو من هذا الإعلامي أو ذاك، خاصة الإعلامي الذي يأتي إلى البرنامج وهو غير قادر على التخلص من ارتداء ألوان فريقه، ولا يستطيع التخلص من انتمائه، وكأن مهمته في البرنامج هي استثارة الرأي العام والدفاع عن ناديه فقط، ظانا أن ذلك يخدم ناديه والرياضة بشكل عام.
يسعدني رؤية البرامج الرياضية بأستوديوهاتها الفخمة، وديكوراتها المبهرة، وبمقدميها الذين يديرون برامجهم بحرفية رائعة، وببعض ضيوفها من نجوم الرياضة والإعلام الذين يتسمون بالرزانة والرصانة، غير أني أقولها صراحة ودون مواربة، لا نريد برامج الرياضة تكون جزءا من التعصب الرياضي أو سببا في تناميه، بل نريدها أن تكون أول من يقود حملة تقود إلى نبذ التصعب الرياضي، ويجب ألا تعطي الفرصة لمن يريد أن ينتهز فرصة وجوده فيها، سواء أكان لاعبا أو إداريا أو إعلاميا مهما كان ومن أي فريق كان، كي يسيء إلى ناد منافس أو منسوبيه كما شاهدنا وسمعنا بعض التصريحات لللاعبين والإداريين، حين تطاير شررها لتصل إلى وسائل التواصل والمدرجات، إن قبلنا بهذا تهاونا فقد فتحنا الباب على مصراعيه للتعصب الرياضي، ويجب ملاحقة كل من يسيء إلى أنديتنا أو لرموزها حتى لا يستفحل الأمر.