في الوقت الذي يخيم فيه شبح البطالة على دول الخليج، تبرز علامات التعجب من وجود البطالة في دول تمتاز بقلة السكان نسبيا، مقابل ثروات هائلة تختزنها أراضيها، وما إن تطرح هذه المشكلة للنقاش على مستوى الإعلام، والمجتمع، حتى تبرز للأضواء آراء وحلول تركز على ضرورة خلق فرص عمل جديدة.

ذلك لا ينفي دور الشباب، بأن يتعاملوا مع فرص العمل المتاحة بجدية، وعدم الخجل من العمل في بعض المهن المتدنية وغير المقبولة اجتماعيا، ولكن السؤال المطروح هل إذا طبقت تلك الحلول نصبح بلدانا لا يوجد مصطلح البطالة في قاموسها؟!

في هذه الأثناء تذكرت التجربة التي يخوضها الطلاب المستفيدون من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والذين حرصوا إلى جانب تحصيلهم العلمي، بدعم المكتسبات العلمية بجوانب تدريبية، عبر العمل في الشركات المتخصصة في مجال دراستهم بالمجان طمعا في الحصول على الخبرة، إلا أنهم اصطدموا بقوانين البلدان التي يعيشون فيها، والتي لا تسمح بتشغيل الأفراد بالمجان، علاوة على وجود حد أدنى للأجور، يختلف من بلد إلى آخر بما يتناسب مع تكلفة المعيشة في البلد نفسه، وهذا التشريع ساعد الكثير على العمل في أقرب فرصة وظيفية تتاح لهم لمواكبة الأوضاع المعيشية، وللأسف يغيب هذا التنظيم عنا، وهو ما منح الفرصة للكثير من الشركات باستغلال هذا الجانب لتحقيق أعلى نسبة من الأرباح دون الاكتراث بالمشاكل الاقتصادية الاجتماعية للجيل الجديد من أبنائنا.