كما نعلم، أن داخل كل إنسان منا شمعة خير، فمتى اهتم بها وأوقد شعاعها، أضاءت له الطريق وحمته من الحريق، هذه الشمعة تجعل من الطالب شخصا متفوقا ومثالا بسلوكه وأخلاقه، وتجعل المثابر شخصا ناجحا -لا محالة- وتجعل من المجهول معلوما، ومن الجمود حياة، ومن التقليد إبداعا، وهكذا.
لنتأمل جيدا في حياتنا وحياة من حولنا، كم من شمعات ذبلت وماتت في أرواح أصحابها، أشخاص كان يظن فيهم ظن النجاح والإبداع، أضحوا أشخاصا ليسوا إلا مجرد أرقام على هذا الكوكب، فلا أثر ولا تأثير، ولا سبب يجعلهم هكذا إلا عدم الاهتمام بشمعاتهم الداخلية من الهمة والاصرار والاقدام، وكذلك الأهداف والالتزام بها.
إنك عندما تشعر بهذه الشمعات داخلك، والتي هي شعلة الحياة ووقود المستقبل، والمحفز الذي لا يكل ولا يمل، فرجائي لك لا تدعها تذبل فتخمد وتموت، فإنه بموتها ستموت معها وأنت حي تتنفس، وستحسب من أهل الحياة ولست منهم، ولكن أوقدها بما لديك من حرص وعلم وذكاء وأدب، فهي كما أنها رقيقة سريعة الذبول، إلا أنها دفء لك وطاقة في برد روتينك الحياتي، وهي لك منارة ترشدك إلى مواطن العلم والحكمة، وتجعلك أكثر فراسة لاغتنام الفرص، وشخصا ذا قيمة وإضافة، وهي لك -كذلك- سلوة ويقين، إذا شعرت بأن الحياة قد وقفت لك بالمرصاد، فتكون أكثر جلدا لتجاوزها وأخذ الدروس منها.
فعلا، هذه الشمعة أغلى من الذهب وأجمل من الورد، ولكن تحتاج فقط من يعتني بها ويعطيها حقها.