قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر الدكتور محمد المسفر إن إيران تريد فرض هيمنة كبرى على الشرق الأوسط حيث أحكمت سيطرتها على العراق وأصبحت تعبث فيه كيف تشاء سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأصبحت الحدود بينهما مفتوحة، فيما قدم إلى العراق مليونا إيراني يتكلمون اللغة العربية تحت مظلة العراقيين العائدين إلى أرضهم، وذلك كله بهدف إحكام السيطرة على جنوب العراق بعد أن مدت رجال الدين الشيعة بالسلاح والمال.
جاء ذلك في محاضرة حول السياسة الخارجية للسعودية في ملتقى تركي بن طلال الثقافي مساء أول من أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز، وكشف المسفر بأن إيران حجبت روافد الماء عن العراق بقصد ابتزازها ولديها أيضاً خلايا نائمة ومتحركة، مشيراً إلى أن سياسة إيران ليست سرية الآن، محذراً من تصاعد نفوذها لفرض سيطرتها وهيمنتها على الخليج العربي، وهو ما حذر منه أيضاً وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، طبقا للمسفر الذي تابع في محاضرته: إن إيران وأميركا وسورية رشحت نوري المالكي لرئاسة الوزراء، على الرغم من أنه لم يفز بالانتخابات رافضة فوز القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي الذي تصفه إيران بأنه "سني في عمامة شيعية".
وقال المسفر إن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترتكز على الحوار وحل النزاعات بالحل السلمي وحفظ الحقوق والتعاون والمصالحة، والسعودية هي الأقدر على حل الموقف بالبحرين وهي لديها أيضاً حلول سياسية لا تستطيع الدول أن تقوم بها، حسب قوله ، وإنها تملك وسائل القوة، واصفاً المملكة باللاعب الكبير في محور المنطقة وفلك الكرة الأرضية وهذا ما يظهر من دور مؤثر في لبنان واليمن. واستشهد المسفر بأوباما حينما صافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو منحن تقديراً لمكانة الملك عبدالله، فهاجمه الكونجرس الأميركي، كاشفاً عن أن أميركا تمد يدها إلى السعودية في أزمتها المالية الأخيرة، وهذا كله يدل على الثقل الذي تتمتع به السعودية.
وتناول المسفر الهجمة الإعلامية التي تعرضت لها المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر، مبيناً أن 11 كتاباً يدين أميركا في عملية 11 سبتمبر وتبرئ السعودية مما جرى، وامتدح المسفر الدبلوماسية السعودية لدعمها القوي للقضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى عصر الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي قدم مبادرة لحل هذه القضية وآخرها صلح مكة بين حماس وفتح والهم الذي يحمله الملك عبدالله تجاه الفلسطينيين أينما حل.
وأشار إلى أن إسرائيل دولة تعتبر تحت التأسيس لم يمض عليها سوى 60 عاما وأساسها الدعم الأميركي. ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ربما تمتنع لعامين قادمين من دفع المعونات المقدرة بـ 60 مليار سنوياً وأنه بمجرد رفع الغطاء الأميركي والأوروبي ستنهار إسرائيل.
وكان المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن منيع قد استهل افتتاحية ملتقى تركي بن طلال الثقافي بحي الفاخرية وسط العاصمة الرياض الخميس الماضي، وقال في أول تعليق له على ما يجري في العالم العربي من ثورات : إن من يفرط بالأمن يلعب بالنار، ندرك الآن أهمية الأمن قبل أي وقت مضى، مبينا أن الاضطراب والاختلال ناتج عن عدم رعاية للحقوق والحريات ، واستشهد بما رواه له أحد العراقيين في الحرم من أنه لا يخرج من بيته إلا وقد كتب وصية الموت لأنه لا يعلم أيعود أم لا. وشدد المنيع في محاضرته على طاعة ولاة الأمر وتقديم النصيحة لهم، وبيّن أن واجب علماء الأمة التذكير بأهمية الأمن والدعوة.
وقال المنيع : إن ولي أمرنا يبادرنا كل شهر بمبادرات خير ونحمد الله أن جنبنا الاضطرابات والمظاهرات.