يحظى شهر رمضان لهذا العام بطبيعة خاصة نظرا لتزامنه مع العطلة الصيفية ولأنه حل ضيفا مباركا في أكثر شهور السنة حرارة، مما ساعد في خلق أجواء خاصة شجعت الكثير من الأسر والعائلات على الخروج عن عاداتها المألوفة بالبقاء في منازلها، حيث فضلت الكثير من العائلات ارتياد المطاعم بعد المغرب، لا سيما المطاعم و"المراكز التجارية والحدائق العامة والمسطحات الخضراء. ويكون الهدف من ذلك الخروج التسلية أو التسوق أو التواجد وسط التجمعات العائلية والسهر بعيدا عن أجواء المنزل المعتادة.

وتقول أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي: إن حلول الشهر المبارك صيفا وتزامنه مع الإجازة السنوية جعلا الكثير من الأسر تخرج عن روتينها اليومي المعتاد في أيام العمل والدراسة، لذلك نلحظ أن الكثير من الأسر والعائلات باتت تفضل ارتياد المطاعم والمراكز التجارية لقضاء السهرات الرمضانية، وأصبحت تلك المحلات والمطاعم تستقبل أكبر عدد من المواطنين برفقة عائلاتهم لقضاء أوقات ممتعة برفقة الصغار والخروج من جو المنزل المكبل بالتعب والإرهاق خاصة لربة المنزل التي لا تتوقف عن العمل في البيت.

وعن إرهاق موازنة الأسرة بمثل تلك السهرات الخارجية في المطاعم والمراكز التجارية تقول: كل أسرة تستطيع انتقاء ما يناسب إمكاناتها، فالمرافق الترفيهية متعددة ومتنوعة ومنها ما يقدم الخدمات مقابل مبالغ كبيرة وهذا يرهق بطبيعة الحال موازنة الأسرة، وفي المقابل هناك بعض المطاعم التي تقدم الخدمات بسعر أقل وتفتح أبوابها للمواطنين دون أي استغلال خاصة في مثل هذا الشهر الكريم.

وتنصح الغامدي الأسر بضرورة الاعتدال وعدم التفريط فيما يختص بالسهرات الرمضانية، وتقول: ليس بالضرورة أن تجتمع العائلة على طاولة في مطعم كبير كي تجدد نشاطها، فهناك الكثير من الحدائق العامة والأماكن الترفيهية المجانية، وتستطيع الأسرة أن تحضر كل ما يلزمها من الأكل والشرب من المنزل وبذلك تكون اقتصدت في موازنتها وحصلت على الترفيه الذي تريده في نفس الوقت.

وتقول أخصائية علم الاجتماع "عنود السالمي: التواصل في شهر رمضان المبارك يقوي الروابط الأسرية داخل المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالسهرات الرمضانية التي تجتمع فيها العائلات والأسر، ومع بداية الشهر المبارك يبدأ الإنسان بداية جديدة، ويشعر بفرحة كبيرة، لا سيما وإن كانت تلك الفرحة بمشاركة الأهل والأصدقاء في التجمعات العائلية سواء في المنزل أو في الحدائق العامة أو المراكز التجارية والمطاعم.

وتتابع السالمي بالقول: مشهد العائلات مجتمعة في الحدائق العامة والمولات التجارية والمطاعم يؤكد ظاهرة التواصل الاجتماعي التي تتميز بها مجتمعاتنا الإسلامية العربية، فتكون تلك التجمعات مغلفة بفيض من المحبة والتواصل وصلة الرحم رغماً عن المصالح الشخصية التي كادت أن تفتك بالعلاقات الإنسانية.

وتقول المواطنة خلود مخلف: إن الشوارع تكون مزدحمة بعد الغروب خاصة بعد صلاة التراويح، وكثير من العائلات أصبحت تفضل اللجوء إلى المطاعم العائلية والتنزه في الحدائق العامة أو التوجه إلى المولات التجارية لتناول العصائر الطازجة والمثلجات في هذا الجو الحار. وتضيف: والدتي فضلت دعوة صديقاتها خارج المنزل في أحد المطاعم الكبيرة على خلاف ما كانت تفعل في رمضان في الأعوام الماضية، حيث كانت تجري الزيارات بشكل دوري في المنازل. وتتابع: في هذه السنة أصبحت الزيارات المتبادلة في الحدائق العامة والمطاعم والمراكز التجارية للحد من فوضى الأطفال داخل المنزل، مما أشعرنا بالفرح والسرور أنا وإخوتي الصغار خاصة مع وجود الألعاب الترفيهية المناسبة للصغار والكبار.

ومن جانب آخر يقول الشاب فواز الرويلي: رمضان هذا العام يبدو مختلفا عن الأعوام الماضية فكثير من العائلات أصبح يقصد المطاعم والحدائق العامة والمراكز التجارية بعد صلاة التراويح، وما إن يحل المساء حتى تزدحم الشوارع بالسيارات وتمتلئ الحدائق والأسواق بالعائلات التي تخرج للتنزه وقضاء وقت ممتع. ويضيف الرويلي: لكن للأسف هذه الفرحة الرمضانية والتمتع بالحدائق العامة والتجول بالأسواق أصبحت مقتصرة على العائلات فقط، نظراً لنقص الأماكن الترفيهية الخاصة بالشباب، وهو ما جعلنا نفضل البقاء في المنازل أو الاستراحات. ويضيف: كثير من المراكز التجارية والأسواق والحدائق والمطاعم يمنع دخول الشاب من دون عائلة مما جعل الفجوة كبيرة بين الشباب ومجتمعهم.