كلنا قرأنا الحكاية المؤلمة للمراهق الصيني "وانغ" الذي باع كليته من أجل شراء جهازي "آي باد" و"آي فون".. غير أنه أصيب بـ"قصور كلوي"، وتدهورت حالته الصحية.

لست في سبيل الحديث عن القضية الحزينة التي تشغل الإعلام الصيني اليوم، سيما وأن الحكاية لها علاقة مباشرة بالاتجار بالبشر.. هذه القضية قد يمكن قبولها من شخص راشد يعرف عواقبها المحتملة.. لكن لا يمكن قبولها أبدا حينما يكون أحد ضحاياها إنسان ما يزال في الأعراف الدولية في سن الأطفال. على أي حال، المراهق "وانغ" ليس موجودا في الصين وحدها.. اليوم في كل منزل في العالم هناك "وانغ".. في كل بيت هناك "وانغ" يحلم بجهاز آي باد وجهاز آي فون.. حاجات المراهقين واحدة في العالم كله.. ورغباتهم متماثلة إلى حد كبير. لا ينبغي تجاهل حاجات المراهقين طالما أننا قادرون على تلبيتها، وطالما أنها غير ضارة لهم.. الخوف غير المبرر لا قيمة له في عصر متسارع.. تسليح الطفل والمراهق بالمعرفة يجعل منه عنصرا فاعلا منتجا قادرا على حماية نفسه وأسرته.

أن تعلم ابنك السباحة خير لك من أن تمنعه من الذهاب للبحر خشية الغرق! أيضا، تأملوا حالة الناس من حولكم.. هناك أطفال يحلمون بالتقنية الموجودة في أيدي أطفالكم، لكنهم غير قادرين على شرائها.. لا تظنوا أن أبناءكم وحدهم هم الذين يعشقونها. ليس أجمل من هدية تقنية تحملها لفقير أو يتيم.. الأيتام والففراء يشاهدون التقنية ويحلمون باقتنائها والاستفادة منها.. ما الذي يمنع أن تتنوع صدقاتنا وتشمل أشياء مفيدة أخرى؟

هل تتخيل حجم الفرحة على وجه طفل يتيم حينما تقدم له جهاز آي باد؟ والله شيء لا يمكن لك أن تتخيله.