لا أريد أن أتطرق إلى هذا الموقف في إيران في خوزستان أو الأهواز من ناحية. الأحداث القاتمة الآن، وإنما أستعرض فقها للتاريخ كمعلومة لا أكثر ولا أقل يستفيد منها قارئ يعنى بهذه المعرفة.
خوزستان: هي الأهواز هي الأحواز كما تسمى عربية.
أهلها من أنساب عربية، فهم يعرفون أنسابهم، يتمذهبون بمذهب سني، والبرهان على ذلك يوجد في المدينة المنورة، سواء في سجل الأوقاف الجامع للفرامانات السلطانية أو في يد أبناء السيد مصطفى عطار وأحمد محمد سعيد حوالة.
فباسم السيد حسن عطار والد صديقي -يرحمه الله- السيد مصطفى عطار فرمان سلطاني، منحه أن يكون الدليل لإيران الشيعية، فكل الشيعة من إيران مقررة له بهذا الفرمان أنه التاريخ، أنه الثقافة. أما الفرمان الثاني فقد كان منحة لبيت الحوالة أعني محمد سعيد حوالة أحد أشياخ (الوجاقات) الأربع التي أسسها الأمير محمد علي: الباهية القلعبية البيرقدارية النويتشية، هذا الفرمان منح بيت الحوالة أن يكون الدليل للسنيين من إيران، وهم سكان الأهواز التي لم تكن تحت سلطان القاجاريين، بل كانت إمارة حاكمها الشيخ خزعل، فانتزعها من خزعل حين نزعه على الباخرة الإمبراطور أحمد رضا بهلوي والد الشاه محمد رضا بهلوي، فأصبحت إيرانية بكل معنى الكلمة.
حوار آخر
جمعتني مصادفة مع أستاذ من حلب الشهباء حاضنة العروبة الشماء أم جابر بن حيان قال لي: نحن بنو أمية، فقلت له: أتفخر علينا بفخرنا عليكم من هو أمية، إنه كفرد لا أثر له من صنع الشام، هو فخرنا عليكم، لأنه ابن البطحاء مكة المكرمة، افخروا بغيره من بنيه الذين أسسوا الإمبراطورية الأولى فيكم.
المعاديون والمردانيون، لا تفخر بأمية إلا أن كنت وأنت أستاذ تاريخ قد تأخذ بالقول المرجوح بأن أمية لم يكن ابنا لعبد شمس من صلبه، وإنما هو كما قالوا عبد رومي قذفه البحر، أي جاء جليبا فاشتراه عبد شمس وتبناه، وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية، فهذا حرب بن أمية الأكبر الذي نتكلم عنه قد تبنى عبدا له اسمه (ذكوان) فسماه أبا عمرو، وأبو عمرو هذا والد عقبة بن أبي معيض الذي كاد يخنق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحج، فخنقه أبوبكر، وهو الذي قذف النبي -عليه الصلاة والسلام- (بالسلا) إن كنت ترجح هذه القولة فلا ننازعك الفخر بأمية.
1981
محمد حسين زيدان
* كاتب ومؤرخ سعودي ( 1906-1992)