وعقد رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، اجتماعا مع المجلس الحاكم لاطلاعه على ما جرى في اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أعلن أن اللقاء تناول تطبيع العلاقات بين البلدين. ولكن لم يرشح من الاجتماع أي توضيحات أو إفادات للفريق البرهان بشأن اللقاء الذي نفت الحكومة علمه به، وأنه كان خطوة مفاجئة لمجلس الوزراء الانتقالي، علما أنه أول لقاء من نوعه على هذا المستوى بين البلدين اللذين هما نظرياً في حالة حرب.
إنجاز دبلوماسي
غير أن الصحف الإسرائيلية اعتبرته إنجازا دبلوماسيا كبيرا مع دولة عربية إفريقية، وقالت صحيفة هارتس نقلاً عن مكتب نتنياهو، إن السودان يسير في اتجاه إيجابي جديد وإنه أطلع مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة على الموقف، وتابعت الصحيفة أن «البرهان يحاول المساعدة على تحديث بلاده من خلال إخراجها من عزلتها وإعادتها إلى الخريطة الدولية». وأضافت الصحيفة، أن الخطوة من شأنها أن تساعد إسرائيل في الجهود المبذولة لترحيل طالبي اللجوء السودانيين الذين يتجاوز عددهم 7000 لاجئ في تل أبيب فروا من الحرب في دارفور في عهد النظام السابق.
يأس السودان
ذكر موقع إذاعة VOA الأمريكي على صفحته أن اللقاء يأتي في إطار يأس السودان من رفع العقوبات المرتبطة بإدراجه من قبل الولايات المتحدة كدولة راعية للإرهاب وهي خطوة أساسية نحو إنهاء عزلته وإعادة بناء الاقتصاد بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحاكم البلاد الأوتوقراطي عمر البشير وتثبيت مجلس سيادي مدني عسكري برئاسة برهان.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر إسرائيلية، أن التطبيع الرسمي للعلاقات سيساعد إسرائيل في محاولاتها لترحيل المواطنين السودانيين الذين يلتمسون اللجوء في إسرائيل، وينتمي معظمهم إلى مناطق الأزمات في السودان. وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل التي نقلت عن مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى، أن دولة صديقة للسودان نظمت الاجتماع، وأن دائرة صغيرة فقط من كبار المسؤولين في السودان أبلغوا بالاجتماع، مبينا أن البرهان وافق على مقابلة نتانياهو لأن المسؤولين ظنوا أن هذا سيساعد على تسريع عملية إزالة السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية. ورحب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بمحادثات برهان نتنياهو في أوغندا و«شكر الزعيم السوداني على قيادته في تطبيع العلاقات مع إسرائيل»، وفقًا لبيان صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورجان أورجتوس.
تنديد وإشادة
رغم تنديد بعض السودانيين، أشاد آخرون بالاجتماع قائلين إنه جيد لمستقبل السودان، ومن شأنه أن يحسن موقفه مع الولايات المتحدة ويساعد الخرطوم في التخلص من صورة المنبوذ بالنسبة لإسرائيل. ووصف رئيس حزب الأمة السوداني مبارك الفاضل المهدي لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ«الجريء والشجاع، ويمهد لرفع العقوبات الأمريكية عن البلاد». وقال المهدي أمس، إن لقاء البرهان ونتنياهو، «خطوة جريئة وشجاعة، تخدم المصلحة السودانية في رفع العقوبات الأمريكية، وفي مقدمتها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب»، لافتاً إلى أن الخطوة ستفتح الطريق لإعفاء ديون السودان، وإعادة علاقات السودان بمؤسسات التمويل الدولية لتمويل التنمية الاقتصادية، وتحقيق السلام في السودان، والاستفادة من التقنيات الزراعية الإسرائيلية في تطوير قطاع الزراعة والري في البلاد، وفق تعبيره.
وأضاف «لقد كنت السياسي السوداني الذي صرح قبل سنتين بأن التطبيع مع إسرائيل تقرره مصالح السودان أولا»، مشيراً إلى أن الكثير من الدول العربية طبّعت مع إسرائيل، وأن العداء وحالة الحرب قد انتهت باتفاق أوسلو وتحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى طاولة المباحثات. من جانبه، قال مبارك أردول الناطق السابق بفصيل متمرد من الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال والذي كان جزءًا من الحركة المؤيدة للديموقراطية التي أدت إلى الإطاحة بالبشير «اهتمامنا فوق كل شيء.. والسودان أولاً»، في إشارة إلى تأييده لقاء البرهان.