تجبر الظروف المادية السيئة التي يعيشها بعض الشباب القاطنين بالقرب من الحدود السعودية- اليمنية على خوض مغامرات غير محسوبة تعرض أنفسهم وحياتهم للخطر بأرخص الأثمان. القصة كما رواها مصدر مسؤول لـ"الوطن" بدأت يوم الأربعاء الموافق 26 شعبان الماضي وانتهت يوم الاثنين غرة رمضان الجاري، عندما اتفق المروج الرئيس داخل الحدود اليمنية مع أربعة من الشباب لخوض تجربة تهريب المخدرات على الحدود السعودية اليمنية، مؤكدا لهم أن المهمة سهلة جدا ولا يمكن اكتشافها وتنتهي سريعا مقابل حصولهم على مبلغ مادي في نظرهم أنه كبير وقدره 1500 ريال سعودي أي ما يعادل (90 ألف ريال يمني).

واتفق الضحايا من هؤلاء الشباب مع المروج الرئيس على نقل مادة الحشيش المخدرة سيرا على الأقدام بواقع 14 بلاطة حشيش يحملها كل منهم على ظهره عابرا طرقا وعرة ومرتفعات شاهقة تقع على الحدود السعودية - اليمنية متجاهلين أن الكاميرات الحرارية التي وضعتها وزارة الداخلية متمثلة في قيادة حرس الحدود بالمملكة ترصد كل شاردة وواردة عند أي محاولة لاختراق الحدود وذلك على امتداد الشريط الحدودي للمملكة في كافة حدودها الجغرافية.

وأضاف المصدر أنه عندما أقبل الشبان، وعددهم أربعة، يحملون كميات من الحشيش ويمشون على أقدامهم، كشفتهم الكاميرات الحرارية في قطاع حرس الحدود بسقام وتحديدا شمال مكان يدعى "لحي"، وعلى الفور توجهت نحوهم دوريات حرس الحدود وألقت القبض عليهم دون مقاومة وتمت مصادرة المخدرات التي بحوزتهم ثم تمت إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام حيث اعترفوا بما نسب إليهم من تهمة تهريب المخدرات بقصد الترويج مقابل مبلغ مادي لا يتجاوز 1500 ريال عن كل 14 بلاطة حشيش وصدقت اعترافاتهم شرعا يوم الاثنين الأول من شهر رمضان الجاري.

وأكد المصدر أن المروج الرئيس لا يعتمد على مجموعة من حاملي المخدرات الراجلين بصفة متكررة لأن أغلبهم يتم اكتشافهم ويقبض عليهم، ويقعون تحت طائلة الأحكام الشرعية والسجن لسنوات طوال في عنبر المخدرات بسجن نجران العام.

ووجه المصدر رسالة لهؤلاء أو غيرهم ممن تسول لهم نفوسهم الوقوع في هذا الشرك قائلا "الشباب الذين تم القبض عليهم سيقضون أجمل أيام حياتهم خلف القبضان وقد تصل عقوبة بعضهم إلى القتل، ومن تنجح مهمته سيعود فارا من نيران حرس الحدود السعودي التي قد تودي بحياته في أحيان كثيرة تاركا حمولة المخدرات وراءه" أتمنى أن يفهموا صعوبة المهمة وخطرها، ناهيك عن أن هذا العمل يتنافى مع الدين وقيمة الوطن الغالية".