وكان الموطنون احتجزوا داخل المدينة قبل أن يتمكنوا من مغادرتها، استجابة لنداء السفارة السعودية التي طالبتهم بالمغادرة حتى تتم معالجة وضع فيروس كورونا الجديد، خاصة من مدينة ووهان التي خرج الفيروس من أحد أسواقها، وانتشر فيها بشكل كبير، ومنها إلى مدن ودول أخرى.
يقول أحد الطلاب السعوديين العالقين في مدينة ووهان، فضّل عدم ذكر اسمه، إنه بالنسبة للمدينة فلا تشاهد أحدا يسير في الشارع، والأسواق مقفلة، ما عدا بعض الأحياء التي اقتصر العمل فيها على محلات الميني ماركت، والناس تتحاشى الخروج من المنازل. وبالنسبة للمواصلات العامة جميعها متوقفة عن العمل، حتى إنني لم أستطع تلبية دعوة صديق صينيّ لحضور احتفال عائلي. وأضاف، عائلتي تتواصل معي باستمرار وتشعر بالقلق، رغم أني طمأنتهم بأن كل الزملاء السعوديين في ووهان بصحة وسلامة، وتواصل معنا المسؤولون بالسفارة السعودية في بكين، والملحقية الثقافية من السبت، وجمعونا في جروب خاص بالإجلاء من ووهان، ووفروا لنا طائرة لتقلنا إلى الرياض.
تقول الطالبة المبتعثة في الصين فاطمة محمد المهاشير، إنه في صباح 27 يناير الجاري، استيقظت وكانت الأمور مرتبكة، فوسائل التواصل الاجتماعي تعجّ بالحديث عن كورونا الجديد، ومحطات التلفاز والمذياع كلها تنقل ما حدث وعدد المصابين والموتى، أمسكت بهاتفي وكانت هناك كثير من رسائل التحذير، وكثير من الأسئلة: هل أنتِ في الصين؟! هل تبدين بصحة جيدة حتى الآن؟!
وتضيف، بدأت بعدها معاناة الطلاب في الصين، وكلهم يريدون الفرار غير آبهين بمستقبلهم، قائلين «يا روح ما بعدك روح»، وبعضهم أخذ يندب حظّه إذ تبقى لهم مقرر واحد على التخرج، وتكاثرت الهموم والقصص.
ورغم كل ما أراه، استوقفني شيء واحد ولفت انتباهي، أن بعض أبناء الدول الأخرى لم يجدوا لهم ناصحا أو مساعدا، فليس لديهم أي خيارات كثيرة إلا البقاء في مهاجع الطلاب، واتخاذ وسائل السلامة اللازمة، وفي تاريخ 28 يناير، تم إغلاق جميع مهاجع الطلاب في مدرستنا بتوجيه من وزارة التربية والتعليم الصينية، خشية انتشار كورونا بين الطلاب.
وأكدت المهاشير، أن ما قدمته المملكة لطلابها يُعدّ جزءا من عطائها لمواطنيها، والشكر واجب لوطني الحبيب، المملكة العربية السعودية، ممثلا في السفارة السعودية والقنصلية، اللتين لم تبخلا علينا بشيء.