وأشار النقاد والأدباء، في الأمسية التي حملت عنوان: «العائلة التي جمعها الأدب وفرقتها الجغرافيا»، وأدارتها عضو الفريق ميثاء القطيفي، إلى أن بعض الروائيات السعوديات، تمثل في حقيقتها وواقعها، أقرب ما تكون إلى السيرة الذاتية للروائية، بيد أنها مصنفة على أنها «رواية»، موضحين أن السيرة الذاتية القريبة من الرواية، ليس من الضرورة أن تكون شاملة لحياة «المبدعة»، وإنما التركيز على ملامح مهمة في حياة المبدعة، ومحطات ومقتطفات رئيسية، وتسليط الضوء عليها ليطلع عليها الآخرون، مؤكدين أهمية دراسة أدب «السيرة الذاتية»، للاستفادة من تجارب المبدعين الأدبية والثقافية، موضحين أن السيرة الذاتية، هي بمثابة التوثيق لحقبة زمنية، تصف فيها المجتمع والعادات، ويفضل كتابة السيرة الذاتية بعد الإبداع وهو يفضل قراءة السيرة الذاتية للمبدع في الأخير، نتيجة تولد الفضول بعد التشبع من إبداعه في معرفة تفاصيل حياته، وتشكل إبداعاته.
رفض القبول
رفض النقاد قبول «الرواية التاريخية» كمصدر معرفة لحدث تاريخي محدد، مؤكدين أنها ليست مصدرا للتوثيق، وقد تكون حدثا معينا وشخصيات، واهتماما وتصورا للمبدع لرصد جوانب محددة، موضحين أن الرواية التاريخية، هي إعادة قراءة التاريخ بطريقة أخرى، وهي قراءة جامدة، ويحاول المبدع قراءة التاريخ بلغة تشويقية، وأن في الرواية التاريخية، يحاول المبدع قراءة التاريخ بمنظوره الروائي والإبداعي، فيغلب على العمل الخيال ومزج التاريخ بالخيال، فيحدث فقدان جزء كبير من الحقيقة التاريخية، وتكون القراءة التاريخية «قراءة التاريخ» من التأريخ أجود بكثير من قراءة تاريخ من الروايات التاريخية، وبالتالي من الضروري الرجوع إلى المصادر التاريخية الأساسية، مبينين أن هناك اختلافا بين كتب التاريخ والروايات التاريخية، باعتبار أن الروايات تحمل تصورات، وكتب التاريخ تعتمد على الاستقراء فتكون دقتها أعلى من الراوية.