نفى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن تكون حكومته هي التي سجنت كلا من زعيم جبهة الأمل الأخضر مير حسين موسوي، ورئيس حزب الثقة الشيخ مهدي كروبي. وقال للتلفزيون الفرنسي أمس"إن سجن هؤلاء يعود للسلطة القضائية وليس للحكومة ولا يحق لنا التدخل في هذا الأمر". وأضاف أن "المحتجزين لهم الحق، طبقا للدستور، بالدفاع عن أنفسهم". واعتبر نجاد سجن زعماء المعارضة، أمرا طبيعيا، لأنه في كل دول العالم بما فيها أوروبا هناك سجون.

وفيما يتعلق بالتقارير التي تناولت الخلافات بينه والمرشد علي خامنئي بعد إقالة وزير الأمن حيدر مصلحي في 12 أبريل الماضي ورفضه إعادته، قال نجاد إنه "لا يوجد أي خلاف بين الحكومة والمرشد، لأن مكانة خامنئي معلومة وواضحة". لكنه أقر بوجود خلافات بين الحكومة والبرلمان، ووصفها بأنها "نتيجة طبيعية لبناء مجتمع حر".

وفيما إذا كانت الاضطرابات الأمنية في إيران في 12 يونيو 2009 عقب الانتخابات الرئاسية، مشابهة لثورات الربيع العربي الراهنة، قال نجاد "إن ما حصل في إيران يختلف عما يحصل اليوم في المنطقة من ثورات وانتفاضات، لأنه جرى في إيران انتخابات رئاسية في 12 يونيو2009 شارك فيها 85% من أفراد الشعب وأن هناك 40 مليونا منحوا أصواتهم للحكومة الراهنة". وأضاف "إن الاعتقالات طالت الأشخاص الذين اعتدوا على المؤسسات العامة والخاصة، وهذا أمر طبيعي في الدول، بل إن الدول الغربية تمارس العنف مع الأشخاص الذين يتجاوزون على الدستور".

وحول الموقف الإيراني من الاحتجاجات في سورية ومحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، اعتبر نجاد محاكمة مبارك مطلبا للشعب المصري. أما فيما يتعلق بسورية فقال" إن من حق الشعب السوري وغيره أن يطالب بالحرية، دون تدخل الآخرين. إن بإمكان شعوب الشرق الأوسط أن تحل مشاكلها بنفسها، لأن معظم المشاكل في المنطقة جاءت بسبب التدخل الأجنبي".

على صعيد آخر، كشفت تقارير ألمانية أن السلطات التركية أوقفت مجددا شحنة أسلحة مهربة من إيران. وقالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية الصادرة أمس إنه كان من المنتظر أن تمر شحنة السلاح عبر سورية، ورجحت الصحيفة استنادا إلى مصادر دبلوماسية غربية أن الشحنة كانت موجهة إلى حزب الله في لبنان، مشيرة إلى أن حزب الله يمتلك مستودعات في سورية. وقالت الصحيفة إن السلطات التركية أوقفت في الثلاثين من أبريل الماضي شاحنة واحدة على الأقل عند المعبر الحدودي في كيليس جنوب البلاد وكانت الشاحنة محملة بكمية كبيرة من الأسلحة أو الذخيرة. وقالت الصحيفة إنها طلبت عبر الهاتف من السلطات المحلية والحكومية في أنقرة الإدلاء ببيانات حول الواقعة لكنها رفضت.

وكانت السلطات التركية أجبرت طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سورية عبر الأجواء التركية على الهبوط في مطار ديار بكر شرق تركيا في مارس الماضي وفتشتها، مما أسفر وفق الصحيفة، عن اكتشاف شحنة من بنادق الكلاشينكوف الآلية وذخيرة وقنابل يدوية كان من المنتظر إرسالها إلى سورية تحت ستار أنها قطع غيار سيارات.