انتشرت في الآونة الأخيرة عدة حملات، من قبل بعض مشهورات وسائل التواصل الاجتماعي في مجال الجمال والموضة يدعينَ فيها إلى ضرورة أن تهتم الأمهات بالسعي نحو جمال أطفالهنّ الذين لم يبلغوا سن الرشد بعد، مركزة على الإناث منهن. وتحتوي الحملة أفكارا تحثّ الأم على وجوب إزالة الشعر بالليزر لدى الأطفال، والمساهمة في تحسين مظهرهم من خلال تعريضهم لعمليات التجميل، مثل شد الحاجبين ونحوه. نجد أن عضو الجمعية العلمية القضائية، المحامي بدر الشاطري أكد أن وجود الضرر النفسي أو الجسدي على الطفل، ولو بنسبة قليلة أو على المدى البعيد، يعدّ مخالفا للنظام، وانتهاكًا واضحًا لا يقبله الشرع والقانون.

حق الخضوع

أشار الشاطري إلى أنّه لا يوجد قانون واضح يكفل للطفل حقّه في اختيار ما إذا كان يرغب في الخضوع لأيّ إجراء تجميلي أم لا، والأمر في ذلك عائدٌ لوليّ أمره، وحتى الآن تتوقّف مسؤولية الطبيب القانونية بعد حصوله على موافقة ولي الأمر، مشيرا إلى أن الواجب على الجهات المسؤولة عن حقوق الطفل السيطرة على الأمر، من خلال التعاون مع الجهات الطبية المخوّلة لإيجاد آلية واضحة ومقننّة يرجع إليها الطبيب المسؤول كضابط للحكم في مثل هذه الإجراءات.


نمو الطفل

ذكر عميد كلية الطب بجامعة جدة، استشاري الجلدية والتجميل وزراعة الشعر الدكتور شادي زارع أنه لا يوجد ضرر بشكل يمكن تحديده، ولكن انطلاقًا من المبدأ الطبي العام لا يُنصح بأي إجراء طبي تجميلي قبل اكتمال النمو عند الطفل، لأنه يمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية مثل: ظهور الحبوب، النمو الزائد للشعر، التصبغات الجلدية ونحوها.

الأذى النفسي

أوضحت الأخصائية النفسية الأستاذة فهدة باوزير، أن هوس الأمهات في الاهتمام بجمال أطفالهن في مرحلة عمرية مبكرة سيؤثر على ثقة الطفل بنفسه وسيعرضه للأذى النفسي لاهتمامه بنظرة الآخرين له، ورأيهم في مظهره الخارجي مما قد يصيبه باضطراب سوء التكيّف الذي بدوره يعيق تواصل الطفل مع أقرانه وبيئته، وقد يؤدي إلى عزلته وانطوائه.

مشددة على دور الأم المهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، لأن لكل مرحلة عمرية مميزاتها وخصائصها التّي تناسبها.

كما بينت رئيسة جمعية طفولة آمنة، عائشة السيد، أن إخضاع الأطفال في سن مبكر إلى عمليات تجميلية بحتة دون وجود حاجة ضروريّة لها، فّإن ذلك وفقًا لنظام حماية الطفل من الإيذاء يُعدّ استغلالاً واضحًا للطفل وانتهاكًا لحريّته، سواءً كان الدافع وراء ذلك هو الشهرة وجني الأموال، أو لدوافع مجتمعيّة أخرى.

مؤكدة أن دور الجمعية للتصدّي لمثل هذه الظاهرة ينقسم إلى قسمين: التوعية والإرشاد للأسرة والمجتمع، واللجوء للقضاء عن طريق محامين متطوعين للتعاون مع الجمعية. ولكن نشاط الجمعية الغالب يميل إلى السلمية لأن ذلك ينعكس بشكل أفضل على علاقة الطفل بذويه.

هوس الجمال يعرض الأطفال لـ:

- تأثر ثقة الطفل بنفسه

- الأذى النفسي

- الإصابة باضطراب سوء التكيّف

- العزلة والانطوائية

دوافع إخضاع الطفل للتجميل:

1- الشهرة

2- جني الأموال

3- دوافع مجتمعيّة كالمفاخرة وغيرها