تطبيق السياحة البيئية يربط الاستثمار والمشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي، مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي للمناطق السياحية، وفق معادلة تنموية واحدة، عن طريق إعداد برامج سياحية تعتمد توجيه السياحة نحو المواقع المميزة بيئيا، مع التأكيد على ممارسة سلوكيات سياحية إبداعية ومسلية، دون المساس بنوعية البيئة أو التأثير عليها.

من حظوظ منطقة الجوف أنها تمتلك مقومات عديدة تؤهلها لتكون أيقونة بيئية في المملكة، فقد تشرفت المنطقة‏ بوضع مولاي خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لباكورة مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، المتمثلة في مشروع سكاكا لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، بالإضافة لإطلاقه مشروع دومة الجندل لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، كما تفخر الجوف بأنها تقع ضمن نطاق أكبر المحميات الملكية التي تحمل اسم الملك سلمان، حفظه الله.

تحتوي المنطقة على جغرافيا متنوعة مثل صحراء النفود، وحرة الحرة، وعيون المياه الكبريتية، ومنطقة بسيطا الزراعية التي تعد الأكبر من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وهي جغرافيا غنية بأحداث تاريخية مختلفة.


حرصت إمارة المنطقة على إبراز مزايا الجوف البيئية من خلال مهرجانات نوعية مرتبطة ببيئتها، مثل مهرجان: الزيتون، التمور، السمح، الفاكهة، الديدحان، لتكون الأولى على مستوى المملكة بعدد المهرجانات المرتبطة بمنتجات بيئية مميزة.

عندما نجمع في صورة واحدة ما تملكه المنطقة، ابتداء من محمية الملك سلمان ومشاريع الطاقة المتجددة والمشاريع الزراعية في بسيطا، والمنتجات المميزة مثل الزيتون الذي أصبح هوية للمنطقة، بالإضافة إلى الآثار التاريخية، نجد مزايا تؤهل المنطقة لتمتلك مسارا سياحيا بيئيا، يثري خيارات السائح ويتكامل مع باقي المناطق المحيطة كالعلا التاريخية.

نتفاءل بدعوة أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف لإقامة منتدى الاستثمار السياحي بمنطقة الجوف خلال لقائه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الذي نتمنى من خلاله أن يتم تفعيل السياحة البيئية في المنطقة، لتنمية الاقتصاد الأخضر القائم على حماية البيئة واستدامة الموارد وغرس مفهوم الحفاظ على البيئة، كونها رافدا اقتصاديا ونشاطا مولدا للوظائف.