جميعنا ندرك أن اللغة العربية محفوظة بحفظ القرآن الكريم.. لكن هذا لا يعني أن يتم ركن هذه اللغة على الرف واستبدالها باللغة الإنجليزية في منشآتنا السياحية! فإن سلمنا بذلك في الرياض وجدة والدمام وبقية المدن.. فكيف نسمح بذلك في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. المدينتين المقدستين..؟
في أي فندق من فنادق الدرجة الأولى يثير العجب لديك أن العاملين في الاستقبال وخدمة الغرف وبقية مرافق الفندق يتحدثون معك الإنجليزية، بل حتى الموظفون السعوديون ـ والموظفات في بعض الفنادق ـ يستقبلون اتصالك باللغة الإنجليزية، وحينما تتحدث معهم العربية يتحدثونها معك مباشرة بطلاقة! الغريب أن أغلب هذه الفنادق مواجهة للحرمين الشريفين.. بعضها لا يفصله شيء مطلقا عن ساحة الحرم..
لسنا ضد استخدام أي لغة عالمية لكن ليس من المقبول مطلقا أن تتجاهل فنادق مكة المكرمة والمدينة المنورة لغة القرآن الكريم.
يجب إلزام الموظف باللغة العربية، وفي حال تحدث النزيل بلغة أخرى فليتحدث بلغة النزيل سواء أكانت اللغة الصينية أم الهندية أم بلسان أهل ويلز! لكن أن يبلغ الاستلاب الثقافي ذروته ونتخلى عن لغتنا العربية جوار مشاعرنا المقدسة التي نستمد خصوصيتنا منها، فهذا أمر غير مقبول بتاتا.
مناسبة الحديث اليوم هو المؤتمر الدولي الأول الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان: (اللغة العربية ومواكبة العصر) والذي يأتي محققا لأهداف عدة أبرزها خدمة اللغة العربية والثقافة الإسلامية وإبراز التحديات التي تواجهها والتصدي للدعوات التي تنادي بإقصائها.
مؤكد أن هناك توصيات، غير أنني أتمنى من مدير الجامعة معالي الدكتور محمد بن علي العقلا أن تتضمن التوصيات إلزام الفنادق والمنشآت السكنية في المدينتين المقدستين باعتماد اللغة العربية كلغة رئيسية في التخاطب، ولا بأس من توفير متحدثين بلغات أخرى لمن يحتاجها.