وكانت «الوطن» نشرت تقريرا في الـ12 من أكتوبر 2019 تحت عنوان «تغيير أسماء شوارع ببريدة يثير الجدل» نقلت فيه الحراك الدائر في هذا الشأن.
الناس سواسية
حول لقب وجيه الذي تم إطلاقه على البعض دون الآخر، قال المحامي عبدالرحمن اللاحم، تعقيبا على مقطع متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، إن هذه الخطوة خطيرة لأنها ستخلق طبقة اجتماعية بمسمى طبقة الوجهاء مماثلة لطبقة النبلاء في أوروبا والبشوات في مصر، مؤكدا أن هذا مخالف للنظام الأساسي للحكم الذي بيّن أن الناس سواسية، وأن الدولة تمنع كل ما يدعو لمظاهر الانقسام والفرقة داخل المجتمع، لافتا إلى أن الدولة وضعت أوسمة لتكريم المتميزين، وهناك دروع وجوائز بالإمكان الاستغناء بها عن تسمية الشوارع بأسماء الأفراد، وإن لزم الأمر فتكون التسمية بدون ألقاب، الأمر الذي دعا لجنة التسميات إلى مراجعة هذه الخطوة ومن ثم الشروع في إزالة الألقاب في خطوة بدأتها أمانة المنطقة منذ الخميس الماضي.
كما قال اللاحم لـ«الوطن» إن اللجان المقصود بها تسمية الشوارع التي ليس لها اسم لشخصيات يعتقد أنها تستحق التكريم، ولا يجوز لهذه اللجنة أن تتجاوز ذلك بأن تعيد تسمية شارع له أرث تاريخي في ذاكرة أبناء المدينة وتسميته بأسماء أشخاص من عوائل معينة، ولا بد أن تعلن اللجنة المعايير الأساسية التي قامت على أساسها هذه القرارات بتسمية الشوارع الجديدة.
ذكريات جميلة
قال عضو المجلس البلدي بمدينة بريدة سليمان بن عبدالله المهنا أبا الخيل، إن أسماء الحارات والميادين والشوارع والضواحي تعتبر جزءا من تاريخ المجتمع وثقافته، وارتبطت تلك الأسماء بذكريات جميلة وأحداث في ذاكرة اللاوعي، بحيث تكون جزءا من مكون المواطن المعرفي والمحتوى المعلوماتي لديه، وعندما تتغير الأسماء المكانية يحدث الانفصال ويلجأ المرء إلى تفسير تلك التغيرات وتوضيحها، معتبرا أن ما حدث في الفترة الماضية بخصوص التسميات من لغط وإثارة، المجتمع في غنى عنها.
خصوصية المدينة
أضاف أبا الخيل: لي في هذا الصدد 3 وقفات، الأولى: أن وزارة الشؤون البلدية لديها دليل إجرائي مرجعي، ولديها مخزون كبير من الأسماء، وقد بني هذا الدليل من خلال تجارب الأمانات في المدن الرئيسية وكذلك المدن الاقتصادية الجديدة مثل الجبيل وينبع، والأحرى أن تستفيد اللجنة من هذا الدليل وتضع خصوصية المدينة وتاريخها وثقافتها في أولوية هذا الإجراء، والثانية أن الحيادية وتعظيم المصلحة العامة ووضع الدليل الإجرائي محل المرجع وترتيب الأولويات في الاختيار والتنفيذ واجب وطني ومسؤولية أمام الله وولاة الأمر، يجب علينا جميعا كنخبة واعية مدركة في المجتمع الحفاظ عليه وتمثله، أما الوقفة الثالثة فهي تعظيم تاريخ ورجالات وثقافة المجتمع، وإنزالها منزلها وحفظ المسميات التي اختصت بها بريدة عن غيرها، فمثلا مسمى خب لا يستخدم في أي مكان آخر غير بريدة، وتحويل تلك الخبوب إلى حارات محو للتميز الذي تميزت به بريدة وخبوبها عن غيرها من المدن والأماكن.
لغط اجتماعي
يقول المحامي صالح الدبيبي إن لجنة تسمية شوارع بريدة لا تعرف التاريخ أو أنها تتجاهله، فقد سبحت بها المجاملة، مؤكدا على ضرورة حلها وتشكيل لجنة محايدة حتى وإن كان أفرادها من خارج المدينة، وتكون مرتبطة مباشرة بأمير المنطقة، داعيا إلى وضع سيرة ذاتية للشخصيات المراد تسمية الشارع بهم وتوضيح عمقهم الاجتماعي وخدماتهم للوطن والمنطقة، أو إلغاء كافة الأسماء الموجودة حاليا والاقتصار على أسماء الأسرة المالكة والشخصيات التاريخية وشهداء الواجب، لافتا إلى أن هناك أسماء تاريخية ظلت راسخة بالوجدان الإسلامي تم طمسها واستبدالها بشخصيات معاصرة أقل ما يقال عنها إنها عادية جدا، محذرا من تسمية أكثر من شارع باسم عائلة واحدة وتجاهل أسر أخرى، واصفا ذلك بالمؤذي والمهدد للحمة الاجتماعية، وأضاف الدبيبي أنه يجب محاسبة لجنة التسميات لما سببته من لغط اجتماعي، فيما تساءل مختصون عمن يتحمل هذا الهدر المالي والاقتصادي، مطالبين جهات الاختصاص بالتدخل ووضع حد لهذه الأعمال.
تحديث وزاري
كشف المركز الإعلامي بأمانة منطقة القصيم لـ«الوطن»، أن التعديلات على أعمال تسميات الطرق بمدينة بريدة تم العمل عليها من قبل اللجنة بناء على تحديث جديد من وزارة الشؤون البلدية والقروية على آلية التسميات والألقاب. وعما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي بما يتعلق بالعمل البلدي، أكدت أمانة القصيم على أنه محل الاهتمام والمتابعة، ويتم تحليله بشكل دوري حسب توجيه الأمين المهندس محمد المجلي، والاستفادة من الملاحظات والمقترحات لتطوير الأعمال وتحسين الخدمات.