قبل 30 عاما
حكت منى الرشيدي، المعروفة بأم عبدالعزيز، التي تشارك الآن في مهرجان ربيع بريدة 41، كإحدى الأسر المنتجة، كيف كانت بدايتها في مجال الطبخ، وإعداد الأكلات الشعبية، وتجهيز الموائد، بالعديد من الأصناف والأكلات المحلية الشعبية، والوجبات السريعة، حينما لازمت والدتها قبل 30 عاما، في مطبخ العائلة الصغير، وما كانت تكلفها به، من غسيل وتقطيع وترتيب وتجهيز، لمكونات الطعام ومحتوياته، الأمر الذي دعاها إلى المعرفة التامة بأصناف وأنواع وأشكال الأطعمة واللحوم والبهارات والتوابل، حتى بادرت بخوض غمار الطبخ الكامل في سن مبكرة، تحت نظر والدتها ومتابعتها.
المسؤولية
تواصل أم عبدالعزيز سرد تجربتها في طبخ الأكلات الشعبية مضيفة، أنها وجدت نفسها في قلب المسؤولية، وتحت ضغط «البنت الكبرى» التي أمسكت زمام الأمور بعد وفاة والدتها، وهي في مستهل عقدها الثاني من العمر، لتجد نفسها أمام مهام عظيمة، ومسؤوليات جسام، تحتم عليها دخول سوق العمل والكسب والرزق، لتكون توصيات والدتها في الطبخ وإعداد الطعام هي المخلص لها من هذا المأزق.
البداية
شمرت أم عبدالعزيز عن ساعدها، وبدأت في استحضار مهارتها وبراعتها في الطبخ وعمل الأكلات الشعبية؛ لتبدأ في إعداد الأطعمة والدخول بها في سوق البيع، على المحيط المجتمعي القريب، في الحي وعلى مستوى الجيران والأهل والأصدقاء، حتى اشتهرت بنَفَسِها الخاص بالطبخ، ونكهتها المحببة لزبائنها، ليتوسع محيط الطلب والعرض على ما تعده من أكل، ويذيع صيتها خارج نطاقها القريب.
مصادر الرزق
تعددت مصادر الطلب، وتنوعت جهات وأماكن الزبائن عند أم عبدالعزيز، وباتت تجد نفسها محط انتظار وطلب في المهرجانات والمناسبات الخاصة والعامة، وبذلك شقت طريقها، ورسمت لها خط إنتاج له طالبوه وزبائنه، ممن يعشقون: الكبسة السعودية، والتمن العراقي، وكبيبة حائل، ومحاشي الخضار وورق العنب.
الرعاية
استطاعت أم عبدالعزيز أن تتبنى رعاية شقيقتها نوير والوقوف بجنبها منذ صغرها، بالملبس والمأكل والمشرب والدراسة، حتى انتهت نوير إلى الحصول على شهادة القانون والمحاماة، والتحضير لنيل درجة الدكتوراه، وكذلك عنايتها بابنتها ذكرى المظيبري المرافقة لها في كل أعمالها ومشاركاتها، حتى التحقت قبل سنة بجامعة القصيم، في تخصص الفيزياء.